أرجعت نقابات التربية مشكل الاكتظاظ المدرسي المتجذر في المدرسة الجزائرية، إلى سوء تخطيط وزارة التربية. اعتبر مسعود بوذيبة المكلف بالإعلام في نقابة "كنابست" في تصريح ل"السلام"، مشكل اكتظاظ أقسام المدارس وخاصة النهائية منها، متمحور حول "سوء التخطيط خاصة ما تعلق بجانب الإنشاء العمراني"، حيث أن مخططات بناء الأحياء السكنية تفتقر في أغلبها –حسبه- إلى المؤسسات التربوية في مختلف الأطوار، مقابل حركية في عمليات الترحيل التي لا تُتبع بإنشاء مدراس إضافية، وإنما تترك للتسيير الاعتباطي، ويكون على المؤسسة التربوية الواحدة في المنطقة إضافة أعداد من التلاميذ، ما يتسبب في اكتظاظ الأقسام فوق العدد المعقول حتى في المدن الحضرية والكبرى فيتجاوز القسم 60 تلميذا أحيانا. وهناك مشكل العقار الذي لا يمكن تجاوزه إلا من خلال الاستغلال الجيد للمساحات المتوفرة ببناء عدد معقول من الأقسام الواسعة داخل المؤسسة الواحدة، وفق توقعات الزيادة في النمو الديمغرافي بكل منطقة، مع العلم أن العدد الإجمالي للتلاميذ في الموسم الدراسي الحالي 8.618.155 تلميذ منهم 5.425.800 تلميذ في الطور التحضيري، 3.929.427 في الطور الابتدائي، 2.706.873 تلميذ في الطور المتوسط، 1.556.055 تلميذ ثانوي، مقابل تسجيل 4720950 تلميذ في الطور الابتدائي سنة 2003، 2016370 تلميذ في الطور المتوسط و975862 في الطور الثانوي، مع الارتفاع المسجل في الهياكل التربوية التي دعم بها القطاع لتصل 25.469 مؤسسة مدرسية، منها 18.237 مدرسة ابتدائية، 5.171 إكمالية و2.052 ثانوية بعدما كان عددها لا يزيد عن 16.186 مدرسة ابتدائية و3419 اكمالية مع إقرار إصلاحات القطاع سنة 2003. ومع هذا الارتفاع في عدد المدارس، اتخذت الوزارة قرارات بتكوين الأساتذة وفتح مسابقات التوظيف لتغطية العجز البشري، بفتح 25.104 منصب خلال السنة الحالية ليصل عدد العمال الإضافيين إلى 668.739 من بينهم 456.813 في التأطير البيداغوجي. وقال المكلف بالإعلام ل"كنابست" أن تأخر تسليم عدد من المؤسسات التربوية بسبب عدم استكمال انجازها واحد من بين العوامل المحفزة على الاكتظاظ في الاقسام، حيث لم تتجاوز نسبة تقدم المدارس الابتدائية المقررة 24 بالمائة، 60 بالمائة بالنسبة للاكماليات و70 بالمائة انجاز للثانويات، إضافة إلى تأثير تنامي نسبة الرسوب سنويا المسببة لضعف المستوى إلى درجة أنها تحرم البعض من التلاميذ حقهم في الإعادة ثلاثة مرات لمشكل الاكتظاظ. أما رئيس نقابة "سنابست" مزيان مريان، فأرجع السبب في الاكتظاظ بصورة مباشرة إلى تأخر انجاز المشاريع، دون اتخاذ أية إجراءات عقابية أو فتح تحقيقات عن وتيرتها الضعيفة.