نظم أساتذة وعمال التربية المنتسبون للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين (اونباف) أمس وقفات احتجاجية امام جميع مديريات التربية بالوطن, حسب دزيري الصادق الأمين العام للاتحاد. قالت نقابات التربية إن الحوار الذي ستباشره الوزيرة بن غبريط معهم بين 15 و24 نوفمبر، "حوار عقيم"، مؤكدة أنه جاء متأخرا ولن يخرج بأي حلول أو قرارات ميدانية. أجمعت النقابات على أن الوزيرة حريصة من خلال هذا اللقاء المرتقب على الاستمرار في تخدير الوضع المتعفن الراهن، والمحافظة على هدوء النقابات لتفادي الإضراب لا غير، مبرزين أن الوزارة لا تفكر في حلول ترضي جميع الأطراف والنهوض بالقطاع. أوضح مسعود عمراوي المكلف بالإعلام في الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في تصريح ل"السلام"، "أنه كان حريا بالوزيرة أن تبادر بعقد اجتماع مع شركاء القطاع بمجرد انفجار المشاكل، لا حتى تتعفن الأوضاع"، وأضاف "تأخير الاجتماعات إلى شهر نوفمبر المقبل غير مبرر وغير منطقي"، جازما أنها لن تقدم أي جديد حالها حال الإجتماعات التي سبقتها، وهو ما ذهب إليه مزيان مريان رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، حينما أشار إلى أن اجتماعات بن غبريط مع الشركاء الاجتماعيين "لن تغير شيئا في ظل إستهانة الوزيرة بالوضع وتبنيها مبدأ القمع في مواقفها المتصلبة، وهو ما يجعل الإضرابات الحل الوحيد لكسر شوكة الوزارة ودفعها إلى الإستجابة لمطالب النقابات المشروعة"، مستدلا بإضراب موظفي المصالح الإقتصادية الذي دخل شهره الثاني دون أي حراك جدي ميداني من طرف الوزارة، على حد تعبير محدثنا. وهدد "الأونباف" في بيان له أمس بمباشرة وقفات احتجاجية عارمة، في حال لم يتم الاستجابة لمطالب المنضوين تحت لوائه والمتمحورة أساسا حول إدماج المعلمين والأساتذة الذين تم ترقيتهم بين إدماجي 2008 و2012 لاستفادتهم بالرتب المستحدثة، إلى جانب إسترجاع حقوق موظفي المصالح الإقتصادية في المنحة البيداغوجية، فضلا عن تفعيل إلغاء المادة 87 مكرر بما يضمن تحسين الظروف الإجتماعية والمهنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وأعوان الأمن والوقاية، ودعا موظفي وعمال التربية إلى عقد جمعيات عامة والتجند لاتخاذ أي موقف كفيل بإفتكاك ما وصفوه بحقهم الشرعي. في المقابل يأمل إيدير عاشور المكلف بالإعلام في مجلس ثانويات الجزائر "الكلا" في أن تخرج إجتمعات وزيرة التربية مع نقابات القطاع بقرارات جديدة، "عكس الاجتماعات السابقة التي كانت لمجرد الكلام وذر الرماد في العيون لا غير"، بعدما أشار إلى الوضع الخطير الذي يعيشه القطاع والمستدعي لحلول سريعة وفعالة، كما لم يستبعد إيدير عاشور في حديثة ل "السلام" إمكانية تجدد الإضرابات وشل الدراسة في حال أصرت الوزيرة خلال هذه الإجتماعات المرتقبة "على مواقفها الإرتجالية البعيدة عن أسس الحوار والتشاور الفعلي". وفيما يتعلق بما أسمته وزيرة القطاع "العقد الوطني للمحافظة على المدرسة من كل ما يهدد إستقرارها"، والذي أعلنت عنه أمس الأول، قال المكلف بالإعلام في "الكلا" أنه لم يتم إطلاع النقابات على أي تفاصيل تخص هذا المشروع، وقال "هو مجرد كلام وزيرة لا أكثر ولا أقل"