كشف المدعو "ق .عمار " المنحدر من ولاية المسيلة والعائدا مؤخرا من جبهات القتال بسوريا للمصالح الأمن والإستعلامات الجزائرية تفاصيل مهمة عن شبكة لتجنيد الشباب الجزائري للقتال بسوريا بعدما تم توقيفه إثر بلاغ من أحد معارفه ، وهي الإفادات التي قادت مصالح الأمن إلى المدعو "ج .محسن " رعية سوري مقيم بحي الأمير عبد القادر باب القنطرة بولاية قسنطينة منذ سنة 2005 أين يملك محلا للأكل الخفيف. واعترف المتهم الرئيسي بأن المدعو "ج.حسن" هو من ساعده في الإلتحاق بسوريا بعدما منحه رقم هاتف المكنى "ابو كنان " حتى يتكفّل به بعد دخوله التراب السوري . الجزيرة والعربية .. البداية بدأ تشبع المتهم الرئيسي بفكر الجهادي بسوريا على حد تصريحاته أمام المحققيين بحكم متابعته المكثفة لمحتويات اعلامية في كل من قناتي الجزيرة والعربية ، ووصل الحّد إلى الإتصال بمنشط في قناة سورية للإستفسار عن الطريقة التي تمكّنه من الإلتحاق بجبهات القتال بسوريا ، وبعد انتقاله إلى المدينة الجديدة بقسنطينة تعرّف على رعية مصري مالك مكتبة بذات الولاية، الأخير عرّفه بدوره على الرعية السوري "ج .حسن" الذي عرض عليه الدخول إلى سوريا عبر تركيا وتحديدا عبر المنطقة الحدودية أنطاكيا ، وهي الطريقة التي انتهجها أغلب الملتحقين بسوريا بغرض الجهاد. تحصّل "ق.عمار "على تأشيرة للسفر إلى تركيا والمكوث لمدة شهر بتاريخ 27 نوفمبر من سنة 2012، ولكنه مكث لمدة خمسة أشهر ،وحسب تصريحاته للشرطة فقد بات ليلة في مسجد باسطنبول ثم انتقل إلى المعبر الحدودي "باب الهواء" أين التقى ب 500 شخصا من مختلف الجنسيات يستعدون للدخول إلى سوريا لنفس الغرض. الجهاد بأفغنتستان والعراق شروط حتمية تمكّن المتهم من الوصول إلى معاقل الجهاديين بمساعدة المدعو" كنان السوري" الذي أرسل له شخصا نقله على متن سيارة رباعية الدفع نقلت ايضا ما يقارب 100 مقاتل ، وأفاد "ق.عمار " لمصالح الأمن أنه التقى بمقاتلين من جنسية جزائرية الأول يكنى" ابو. ابراهيم" والآخر" أبو. اسماعيل" ينشطان ضمن كتيبة المهاجرين بقيادة أبي حمزة المصري فأراد الالتحاق بذات الكتيبة ، إلا أن المدعو ابو مصعب الجزائري عارض على الأمر لأنه لا يثق به كمنخرط جديد ولم تتوفر فيه شروط الإلتحاق بكتيبة المهاجرين ،والتي تتطلب أن يكون المجنّدون قد شاركوا في الجهاد في العراق وافغنستان . غير أن خبرته في مجال الالكرتونيات جعلت الأمير سعيد أبو زيد يعينه مسؤول ورشة مختصة في صناعة المتفجرات عن بعد أين أشرف على صناعة 40 متفجرا عن بعد استعملت كلها في استهداف قوات حكومية بسوريا وكان يتلقى 24 الف ليرة سورية . وروى المتهم على محاضر رسمية تفاصيل مشاركته في تفجير معسكرات حكومية في محافظات سورية ، بعدما تدرّب على الرماية لمدة اسبوعين ، كما شارك رفقة ثمانية أشخاص من جبهة النصرة بتفجير المطار العسكري ، وهي العملية التي اصيب على اثرها بشطايا على مستوى البطن أين نقل إلى مستشفى أنطاكيا لإجراء عملية جراحية ومكث في المصحة شهر ونصف في أواخر افريل من سنة 2012 تنقّل إلى منطقة خان العسل أين طلب من الإرهابي ابو حمزة السماح له بالعودة الى الجزائر لاطمئنان على عائلته ولكنه اشترط عليه بالمقابل العمل على تجنيد شباب جزائريين ومنحوه مبلغ 10 ألاف ليرة سورية بتاريخ 21 افريل انتقل المتهم الى رام حدان واستقل طائرة الى اسطنبول ثم دخل الجزائر بطريقة شرعية بعدما دفع ضريبة التأخر بالتراب التركي بقيمة 300 دولار منحه اياه الجيش الحر للعودة الى الجزائر، جالبا معه جهاز كمبيوتر يحوي طريقة استعمال الإلكترونيات في تطوير صناعة المتفجرات ليبدأ في الاتصال بأشخاص آخرين من ت.محمد" "د.السعد"،" م .عبد القادر" قبل أن يتم توقيفه ، قدّم تفاصيل مهمة واسماء أشخاصالتقى بهم منهم ابو مقداد العراقي أمير كتيبة الأهوال وأنواع الأسلحة المستعملة في جبهات القتال ليتراجع عن أقواله أمام قاضي التحقيق ويقول أنها "من نسج المخابرات " وضع الرعية السوري تحت الرقابة القضائية ولكنه لم يلتزم بالحضور للإمضاء او المثول لإستدعاءات قاضي التحقيق ما عزّز شكوك المحققين في نواياه وخلال مثوله أمس أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر حاول المتهم الرئيسي اقناع هيئة المحكمة أنه ذهب لتركيا للسياحة ، ولكّنه قرّر الإنخراط في جمعية خيرية بسوريا ،ناكرا تنفيذ عمليات ارهابية ، فيما أنكر المتهمين الآخرين علاقتهما بالقضية وبعد المداولات ،أدين المتهم الرئيسي "ق.عمار" بثمانية سنوات مع عقوبة تكميلية تمثلت اقصاء ه من مناصب عمومية ابتداء من القضاء انقضاء العقوبة الأصلية فيما تبرأت المتهم "د.سعد" والرعية السوري" "ج.حسن" وحسب ما افادت به مصادر مطلعة فإن المتهم الرئيسي مصاب بمرض السرطان ومكث ستة اشهر عند مصالح الأمن المختصة رغم أن قاضي التحقيق قد طلب وضعه في مكان محمي وهي الظروف التي اكدت المحكمة أنها اخذتها بعين الاعتبار في حكمها للإشارة فإن ذات المحكمة ستستمع الشهر المقبل إلى المتهم "م.عبد القادر" بخصوص نفس الوقائع بعدما فصل ملفه لتغيب دفاعه.