نجح وحيد حليلوزيتش مدرب المنتخب الوطني في إنقاذ نفسه وأشباله أيضا من مقصلة المسؤولين والإعلام والأنصار أيضا، بعد الوجه المشرف الذي ظهر به “الخضر” أمام منتخب إفريقيا الوسطى، ولو أن البعض إعترف بأن هذا الأخير لم يكن في المستوى، وبالتالي لا يمكن قياس قوة منتخبنا أمامه، إلا أن الفوز الذي حققه رفقاء قادير سيكون له وقع كبير على معنوياتهم تحسبا للمناسبات القادمة، خاصة بالنظر إلى الوضعية الصعبة جدا التي كان يتواجد فيها المنتخب منذ بداية التصفيات خلال شهر سبتمبر من العام الماضي، ولذلك فإن هذا الفوز كان ضروريا للعودة إلى الواجهة ودخول مرحلة جديدة، لا سيما مع اقتراب موعد إقصائيات كأس إفريقيا للأمم 2013، وكأس العالم 2014 التي تبقى أكبر تحد للمدرب البوسني. لمسة البوسني كانت واضحة واللاعبون إلتزموا بتعليماته وحسب الكثير من المتتبعين لمباراة إفريقيا الوسطى، فإن لمسة المدرب حاليلوزيتش كانت واضحة من خلال الإنتشار والتمركز الجيد للاعبين على أرضية الميدان، وهو ما سمح لهم بالسيطرة على مجريات اللعب طيلة المباراة مع تحسن كبير في طريقة اللعب، حيث كانت هناك مبادرات نحو الهجوم عكس ما كان يعتمد عليه المدرب سعدان وحتى بن شيخة وهي الطريقة الدفاعية، والدليل على ذلك هو تسجيل هدفين، وهي النتيجة التي لم يسجلها الخضر منذ مباراة كوت ديفوار، حيث كان يعاني من عقم هجومي رهيب، ومن جهة أخرى، فإن الجماهير ألفت رؤية المدافع مجيد بوڤرة يصعد كثيرا لمساعدة المهاجمين، ويترك فراغات كبيرة في الدفاع مما يتسبب في تلقي أهداف، ولكن هذه المرة تقيد بتعليمات المدرب ولم نره يتعدى وسط الدفاع، وأدى دوره كما ينبغي في التغطية والمراقبة. ظل حريصا على التطبيق الحرفي لتعليماته في الميدان ومن جهة أخرى، تابع حاليلوزيتش المباراة وهو واقف مع تقديم تعليمات ونصائح للاعبيه في كل مرة يرى خللا ما، وبالتالي فإن ذلك دليل آخر على حرصه على تنفيذ الخطة التي رسمها حرفيا دون ترك المجال للعشوائية، وبدا رفقاء مصباح متحكمين جيدا في زمام الأمور، حيث لم يضيعوا كرات كثيرة خاصة في الوسط، وهذا رغم استمرار الضعف في ايصال الكرات للمهاجمين، إذ كان على غزال العودة في كل مرة إلى الوراء لأخذ الكرة، وهو المشكل الذي لم يجد له المدرب حل لحد الآن، في انتظار تجريب بعض العناصر في منصب صانع ألعاب خلال المباريات الودية المقبلة لا سيما أمام كل من منتخب تونس والكاميرون. حاليلوزيتش:“ المشكل الوحيد الذي يبقى يؤرقني هو غياب اللمسة الأخيرة“ ومن جهته، يرى وحيد حليلوزيتش أن الحالة المعنوية التي كان يمر بها لاعبوه في الصيف الماضي تحسنت كثيرا خلال وبعد مباراتهم أمام إفريقيا الوسطى، حيث قال: “ عند أول احتكاكي بعناصر الخضر في معسكر بلدة ماركوسيس الفرنسية شهر أوت الماضي، لاحظت أن معنوياتهم كانت منهارة، ولكن أجزم أن منسوبها الآن إرتفع بشكل محسوس، وهو ما يجعلني أتوقع الخير لاحقا “، وعن الفوز بالمباراة، أكد المدرب البوسني أن هناك نقاط إيجابية سجلها، أبرزها أن زملاء القائد مجيد بوڤرة طبقوا تعليماتي حرفيا، لقد أدوا مباراة كبيرة وكانوا مصرين على تحقيق الفوز كما طلبت منهم ذلك، وبالمقابل دونت بعض السلبيات منها غياب اللمسة الأخيرة، حيث كثيرا ما يقوم بعض اللاعبين بصنع لقطات جميلة باتجاه مرمى المنافس، لكن تتبخر ولا تجد من يترجمها إلى أهداف، كنا نريد فوزا لرفع المعنويات وتبديد هاجس الخوف بملعب 5 جويلية وهوما حققناه، وابتداء من الغد سنشرع في مسيرة أخرى غايتها كأس أمم إفريقيا 2013 ومونديال 2014، عمل شاق ينتظرنا، حيث سنواجه تونس والكاميرون وديا يومي 11 و15 نوفمبر المقبل على التوالي، وهما محطتين لتصحيح الأخطاء وبداية لرسم المعالم الجديدة للتشكيلة”. “الأمر الإيجابي هو تطبيق اللاعبين للتمارين التي خضعوا لها خلال التربص“ وبدا حاليلوزيتش متفائلا عندما شاهد أن لاعبيه يطبقون بعض اللقطات التي يتدربون عليها في الحصص التحضيرية، حيث أكد أنه مؤشر إيجابي على أنهم يحترمون تعليماته ويرغبون في النهوض بالمنتخب إلى مراتب عليا، كما أشاد كثيرا بتطبيق خطة اللعب القصير الذي يعتبر سمة جزائرية خالصة، وفي هذا الإطار، أكد أحد الأنصار الأوفياء للخضر، أنه لم يشاهد هدف للمنتخب الوطني من لقطة جماعية منذ مدة طويلة، حتى شاهده في مباراة سهرة الأحد المنصرم، وذلك في لقطة هدف قادير بعد عمل جماعي رائع من خط الوسط، وأكد حاليلوزيتش أن ذات الهدف تم التمرن عليه في التدريبات الأخيرة. “أتمنى أن يكون حضور الأنصار أكثر أمام تونس والكاميرون” ووجه المدرب الوطني نداء للجماهير من أجل العودة إلى أحضان المنتخب من خلال الحضور المكثف للمباريات خلال المواعيد القادمة، ولاسيما المواجهتين الوديتين أمام كل من تونس والكاميرون، حيث ورغم الأعداد القليلة وغير المنتظرة التي توافدت سهرة الأحد الماضي على مدرجات ملعب 5 جويلية، إلا أن المدرب أكد أن الجمهور كان رائعا، خاصة عندما صفق الجميع بحرارة على بعض اللقطات، وقال بأنه طلب منهم تشجيع اللاعبين وقد قاموا فعلا بذلك، ويأمل حاليلوزيتش أن تمتلئ مدرجات نفس الملعب خلال شهر نوفمبر القادم، وهو موعد أول مواجهة ودية للخضر، في حين أن المباراة الثانية قد تلعب بمصطفى تشاكر بالبليدة بنسبة كبيرة. لمح إلى إمكانية حدوث ذلك خلال ندوته الصحفية الخضر قد يواجهون تونس ب”5 جويلية” والكامرون ب”التشاكر” من الممكن جدا أن تقام المبارتان الوديتان القادمتان للمنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم أمام تونس في 12 نوفمبر القادم، والكامرون ثلاثة أيام بعد ذلك بملعبي 5 جويلية الأولمبي بالجزائر ومصطفى تشاكر “البليدة” على التوالي، حسبما صرح به المدرب الوطني وحيد حاليلوزيش. “هناك احتمال كبير لمواجهة تونس على ملعب 5 جويلية والكامرون على ملعب البليدة، ولو أننا لحد الساعة لم نتخذ أي قرار نهائي في هذا الشأن، وكل شيء سيتحدد خلال الأسبوع الجاري” صرح التقني البوسني. ويعول الناخب الوطني كثيرا على هاتين الخرجتين لأنهما، في رأيه ستسمحان له بمعاينة أكبر عدد من اللاعبين، حتى يتمكن من ضبط قائمة تضم 24 أو 25 لاعبا، إضافة إلى أربعة حراس تحسبا للمواعيد المقبلة. وكان المنتخب الوطني الجزائري قد جدد العهد مع ملعب 5 جويلية عندما تغلب الأحد المنصرم على حساب نظيره من جمهورية إفريقيا الوسطى (2-0) لحساب الجولة الأخيرة لتصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012. ويعود تاريخ آخر مباراة ودية لعبها الخضر بالملعب الأولمبي بالعاصمة إلى 12 أوت أمام الغابون (انهزم بنتيجة 2-1)، فيما كانت آخر خرجة تحضيرية له بملعب تشاكر بالبليدة في 11 فيفري 2009 أمام البنين وفاز “الخضر” بها بنتيجة هدفين لهدف واحد.