انتقد نواب بالمجلس الشعبي الوطني عدم تمرير القرار الذي خرجت به الندوة الوطنية التقييمية لقطاع التربية، المتعلق باعتماد اللهجة العامية (الدارجة) للتدريس في الابتدائي عبر البرلمان، كما وصفوا هذا القرار بالسابقة الخطيرة في تاريخ التعليم في الجزائر، وعبرت العديد من الأحزاب الإسلامية عن امتعاضها. قالت المجموعة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء في بيان لها أمس، "تلقينا باستغراب شديد القرار الذي أعلنت عنه وزارة التربية الوطنية والذي تداولته بعض وسائل الإعلام عقب عقب ندوة تقييم الإصلاح التربوي والقاضي باعتماد اللهجات العامية بدل اللغة العربية الفصحى في التعليم على مستوى الطور الابتدائي وهو ما نعتبره سابقة خطيرة في التاريخ التعليم بالجزائر". واعتبر هؤلاء النواب أن مثل هذا القرار هو تعد على الدستور وقوانين الجمهورية، منتقدين عدم تمريره عبر المؤسسات الرسمية (البرلمان) وقالوا أن هذا الأمر "يدفع للتساؤل حول ما يحضر مستقبلا" . وتابع البيان أن التكتل الأخضر "يرفض تسييس المنظومة التربوية والعودة غلى الصراع اللغوي والهاء المجتمع بالمشاكل الجانبية ". ودعت نفس التشكيلية السياسية الأحزاب والنقابات والمنظمات للتصدي لهذا القرار. من جهتها وصفت حركة البناء الوطني هذا القرار بأنه "تراجع عن احترام مكانة اللغة الرسمية للدولة الجزائرية"، وقالت إن وزارة التربية الوطنية تمارس سياسية هروب إلى الأمام للتغطية على الفشل في عديد المستويات الموسم الماضي"، وطالبت رئيس الجمهورية بالتدخل لوقف ما اعتبرته "تلاعب بلغة البلاد". وتابعت بقولها أن " المآلات التي تسعى إليها الإجراءات الأخيرة في قطاع التربية تضرب عرض الحائط حقيقة المتطلبات العلمية والتقنية للأمة، وتصنع للشعب معارك وهمية تلهيه عن احتياجات التنمية والوحدة الوطنية". وانتقدت جبهة التغيير نفس القرار وقالت إن " التدريس باللغة الدارجة بدل العربية الفصحى في الطور الابتدائي تعدي خطير على عنصر أساسي من عناصر الثوابت الوطنية وقد يزيد في تردي التعليم والتربية في الجزائر" . وقالت حركة مجتمع السلم إن اعتماد اللغة العامية في الأطوار الأولى في التعليم " يعتبر تجنيا على اللغة الوطنية والرسمية خلافا لما هو معمول به في كل دول العالم"، وأضافت أن "هذه التوجهات الإيديولوجية منافية للدستور". ودعت إلى"الاهتمام بمتابعة الشأن العام والقضايا السياسية والاقتصادية التي تهم جميع المواطنين والوقوف في وجه المخاطر التي تهدد ثوابت الوطن وهويته على مستوى الأسرة والمنظومة التربوية وعدم الانجرار للصراعات الجانبية الشاغلة عن هذا الشأن الكبير التي تعمل التي تعمل بعض الأطراف في الساحة السياسية على جرنا لها". وأصدرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بيانا يندد باعتماد اللغة العامية بدل العربية الفصحى في الطور الابتدائي ودعت الحكومة ووزارة التربية الوطنية "إلى تدارك هذا الأمر والتراجع عنه حالا". وعبرت العديد من نقابات التربية عن استياءها من هذا القرار الذي لا يخدم حسبها المدرسة الجزائرية ،كما أثار نفس القرار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.