برّر محمد السعيد مكي أستاذ بكلية العلوم السياسية الخرجة الأخيرة لنيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي السابق خلال زيارته إلى تونس منذ أزيد من أسبوع بمحاولة التشويش على مساعي الجزائر في مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن زيارة رئيس حزب الجمهوريين الفرنسي المعارض لتونس وتصريحاته " الاستفزازية "ضد الجزائر جاءت كردّة فعل على الدور الريادي الذي لعبته الجزائر في عديد المحافل الدولية أين تم تبني المقاربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب. أكّد سعيد مكي بصفته أحد المشاركين في أشغال المؤتمر العربي ال 11 لرؤساء أجهزة الإعلام الأمني الذي جرت وقائعه يومي ال 10 و11 من شهر جوان الفارط، بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بتونس أن خبرة الجزائر في مجال مكافحة الارهاب جعل منها "دولة مجالدة" في مكافحة الإرهاب، جاء ذلك خلال مشاركته في منتدى الأمن الوطني أمس بالمدرسة العليا للشرطة بالشاطوناف، أين طمأن المتدخلون خلال مناقشتهم لموضوع "دور وسائل الإعلام في مواجهة التطرف العنيف " مشيرين أن الجزائر لها "حبوب مناعة " في مكافحته. وكانت الجزائر قد قدمت نظرة استشرافية في أشغال المؤتمر المذكور انطلاقا من مرجعيتها في مكافحة الجماعات الارهابية وتجفيف منابع تمويلها، أين أصدرت جملة من التوصيات التي من شأنها تعزيز وترقية سبل التعاون بين أجهزة الإعلام الأمني ومختلف أجهزة الإعلام والإتصال في الوطن العربي لمكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرّف والوقاية من الجريمة اضافة إلى تقييم الأخطار المحيطة بالمنطقة العربية.
دعوة لتوحيد مفهوم "الإرهاب "و"التطرف العنيف"
وفي سياق مكافحة ظاهرة التطرف العنيف، أفاد أحمد ميزاب رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة، أن عديد من الدول المشاركة في مجلس الوزراء الداخلية العرب الأخير تبنت مقاربة الجزائر في ضرورة ايجاد تعريف شامل للإرهاب من أجل التمكّن من صياغة استراتيجية لمكافحته بإشراك المؤسسات الإقتصادية والإجتماعية ونفس المقترح تبنته دول في قمة واشطن الأخيرة. وخرجت الجزائر في المجلس المذكور آنفا، ب 25 توصية من أجل وضع خارطة الطريق، أين برز مشكل في ضبط مفاهيم التطرف العنيف الذي "لا سيستند لأي سند ديني" على حد مداخلة المختص الأمني. وركز المتدخلون في منتدى الأمن الوطني على الدور المفصلي لوسائل الإعلام على اعتبار أن البعد الأمني لا يمكن لوحده مكافحة الظاهرة، ويبقى الإعلام حسبهم " لاعب أساسي" في معادلة مكافحة التطرف العنيف من خلال البحث عن السبل المثلى لمكافحته وعدم التركيز على الحدث في حد ذاته، يضيف الخبير الأمني ميزاب: "يجب على الإعلام أن يعمل على الحّد من الظاهرة وليس الرد على الحدث".
ومن بين المقترحات التي قدمها الخبير الأمني ضرورة صياغة نظام اقتصادي عالمي وتفعيل الحوار شمال جنوب على اعتبار أنهما من الأسباب الرئيسية في انتشار التطرف العنيف، كما اقترح جملة من الآليات التي يمكن من خلالها محاربة التطرّف على غرار الإستراتيجية المتبعة من قبل مصالح الأمن الوطني في رفع التنسيق مع الإعلام مع اعداد برامج اعلامية موجهة للتعامل مع التطرف خاصة على مستوى المناطق المعروفة بأنها أكثر عرضة لهذا التأثير وضبط مناهج واضحة التدريب المتخصص للإعلاميين، فضلا على البرامج الإرشادية من خلال حملات تحسيسية والاهتمام بالتوعية على مستوى الأسرة ونشر الثقافة الأمنية بهدف مواكبة جرائم التطرّف العنيف.