أكد الأستاذ أحمد ميزاب، بأن «ندوة الجزائر» حول ظاهرة التطرف العنيف واستئصاله، عكست الإرادة القوية من أجل مكافحتها، من خلال العمل سويا على إجتثاثها، مبرزا في هذا الشأن دور الإعلام في محاربتها، انطلاقا من فكرة أن البعد الأمني لوحده غير كاف، حيث يجب أن يعالج على مستوى أعمق من خلال الوصول إلى توعية شريحة واسعة من المجتمع، وعلى رأسها فئة الشباب، وما تعلق منهم بسكان المناطق الحدودية والنائية التي أثبتت دراسات جزائري أنهم أكثر عرضة للتطرف من غيرهم، إلى جانب ضرورة الابتعاد عن التضارب الديني في الفتاوى. وفي هذا الإطار، دعا ميزاب من منتدى الأمن الوطني، وسائل الإعلام، إلى العمل على تسطير برامج توعوية غير مناسباتية تكون مستمرة لتحسيس وتوعية الشباب حتى لا يتأثروا بما ينشر على الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي، باعتبار أن الجماعات الإرهابية اليوم يضيف ميزاب قائلا: تستعمل الإنترنيت بكثرة للترويج لأفكارها الهدامة وجرائمها من خلال استثمارها للتطور التكنولوجي الحاصل من خلال نشر 3 ملايين تغريدة عبر شبكة التويتر للترويج لنفسها و17 ألف صفحة على الفايسبوك ودخولها ل10 ملايين من المواقع. وأشار ميزاب خلال تنشيطه لندوة إعلامية حول «دور الإعلام في التحسيس من مخاطر التطرف العنيف»، أن الحكومات لا يمكن بمفردها التعامل مع هذه الظواهر التي تمس بوحدة الشعوب وأمنها، وإنما للإعلام أيضا دورا كبيرا في هذه المعادلة الأمنية، لما يحمله من رسالة تهدف إلى حماية المجتمع ومكتسباته من كل من تسوّل له نفسه المساس باستقرار الأمم. وفي هذا الصدد، أكد ميزاب، أن الإعلام له دور هو مكمل لباقي الجهود وان التعامل مع ظاهرة الإرهاب تقتضي الأخذ بمبدأ الوقاية عن طريق بث رسائل إعلامية مركزة تتناول من خلالها مناهج مدروسة في توعية المجتمع بمختلف شرائحه تكون في سلسلة حملات طويلة الأمد تستهدف تغيير القناعات وترسيخ القيم الوطنية التي تحقق السلم وتضمن استقرار الأمم. وفي هذا المقام، شدد ميزاب على أهمية التدقيق في المعلومة الأمنية، حيث وجب عليه أن يحمل العمل الإعلامي في مضمونه الجدية في معالجة الأحداث حتى تؤدي الأثر المرجو منها وأضاف قائلا: الإعلام الجزائري اليوم مطالب بتبني إستراتجية إعلامية محكمة من أجل جعل الخطاب الإعلامي أكثر تأثيرا وجاذبية وقوة لتقديم الرسالة الهادفة البناءة وليس العكس. وبهذا الشأن ومع ارتفاع عدد الجرائد والقنوات الإعلامية الخاصة، حذر المتحدث من خطورة الانسياق وراء السبق الصحفي في مجال الإعلام الأمني، وهو ما يجعل الإعلام يبتعد من مهامه الرئيسية التي قد تحدث المغالطات التي غالبا ما تكون لها انعكاسات سلبية على المجتمع. بدوره أكد مدير خلية الإعلام والصحافة لعروم عمر أن المديرية العامة للأمن الوطني سعت منذ سنتين إلى تطوير وسائل الاتصال مع الصحفيين، وذلك من خلال فتح منتدى لمناقشة عدة مواضيع أمنية، وفتح إذاعة تبث مختلف المعلومات المتعلقة بأمن المواطن محاولة منها في خلق جسور تواصل بينها وبين المواطن، فضلا عن تقرب من الصحفيين وتكوينهم في مجال استخدام مختلف المفاهيم والمصطلحات الأمنية. وأمام الثورة المعلوماتية التي يعرفها المجتمع الجزائري، أصبح من الضروري اليوم يقول أحمد ميزاب تحديد مفهوم واحد للإعلام الأمني يسمح بربط علاقات شراكة ما بين المجتمع والإعلام والمؤسسات الأمنية، وذلك بهدف ضمان حماية أمن المواطن والمساهمة في بناء الاقتصاد الوطني. وأبرز لعروم في سياق حديثه، إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني، لجأت إلى الانفتاح على الإعلام والمواطن بشكل عام، وذلك بأمر من المدير العام، حرصا منها على أهمية نشر كل المعلومات لوضع حد للتأويلات الخاطئة.