لم تفرغ إلى يومنا هذا مصالح الأمن، الأمر بالقبض الدولي الصادر في حق المتهم "ل.فاتح" بموجب حكم قضائي أدانه بالإعدام عن جريمة قتل العمدي التي راح ضحيتها عسكري من رماة البحرية بدلس، بعد ليلة مخمرة بجسر بجاية بتيزي وزو. تقدّم مواطن ليلة 23 من شهر جويلية 2009 أمام مصالح الأمن التابعة لبلدية تيقزيرت بولاية تيزي وزو، ليبلغ عن عثوره على جثة محروقة داخل سيارة من نوع شفرولي بالمكان المسمى لعزيب احداد بافليسن. تنقلت مصالح الشرطة مرفوقة بفرقة من مصلحة تحقيق الشخصية أين عُثر بمسرح الجريمة على جثة محروقة بالكامل، أخضعت الجثة للتشريح من قبل الطبيب الشرعي الذي رفع تقريرا يفيد فيه أن سبب الوفاة تعرّض الضحية لضربات حادة على مستوى الرأس. تمكّن الفريق المكلف بالتحقيق من تحديد هوية الضحية وتبين أنه عسكري تابع للرماة البحرية بمدينة دلس. المخمرة .. بداية التحقيق انطلقت تحريات معمقة في حيثيات الجريمة بدءا من محيط الضحية، حيث تم استجواب عدد من معارفه، وتبين أنه تعود التردّد على مخمرة تقع بمنطقة جسر بجاية بولاية تيزي وزو. تنقل عناصر الأمن إلى ذات المخمرة لعلهم يتوصّلون إلى رأس الخيط لفك خيوط الجريمة، وحسب ما أفاد به أشخاص من رواد ذات المخمرة فإن الضحية كان على علاقة عاطفية مع فتاة تعمل فيه، حاول المحققون التوصل إلى الفتاة المعنية ولكنها لم تظهر منذ وقوع الجريمة. مواصلة للتحريات لخص المحققون أنه الضحية وفي قبل مقتله دخل المخمرة والتقى عشيقته، غير أن شجار وقع بالحانة بين ثلاثة أشخاص، قبل أن يتدخل الضحية وانتزع سكينا من أحدهم. وأكّد شهود أنهم رأوا الضحية يغادر المخمرة رفقة الأشخاص الثلاثة، بعدما طلب منهم إيصاله، وسعى المحققون إلى تحديد هوية الأشخاص الثلاثة وكان أولهم المدعو رشيد الذي تم توقيفه وإحالته على التحقيق حيث أنكر معرفته للضحية. الجاني يتعرض لحروق وتبيّن من التحريات أن شخصا أصيب بحروق وتم نقله من قبل أحد أصدقائه إلى مستشفى عزازقة، على الفور تم تنقل المحققون إلى ذات المؤسسة الإستشفائية لتحقق من صحة المعلومة بعدما اشتبهوا أن المعني يحتمل أنه أصيب بحروق بفعل تورّطه في ارتكاب جريمة قتل العسكري وحرقه، ولكن المعني غادر المكان بسرعة بعد تلقي الإسعافات الأولية. تمكن المحققون من الإيقاع برشيد الذي لم يجد سبيلا للمفر سوى الاعتراف بجريمته حيث أكّد أنه رافق المدعو فاتح وشخص آخر يدعى "ب. أرزقي " في السيارة وفي طريقهم قاما بقتل الضحية عن طريق مباغتته بضربة بآلة حادة على مستوى الرأس ما تسبب له في جروح عميقة. وبعدها توجه مع المدعو فاتح إلى محطة البنزين وقام بإحضار دلو مملوء بالبنزين وعادا إلى مكان الجثة، أين قاما بإضرام النار في السيارة بعدما وضعوا جثة الضحية في صندوق الخلفي لها. وأشار رشيد في اعترافاته أن المدعو "ل.فاتح " أصيب بجروح خطيرة نتيجة الحريق ونقل إلى مستشفى عزازقة، بعد استكمال إجراءات التحقيق على الشكل الجنائي قدم المتهمان أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الاختصاص الذي أمر بإيداع المتهمين فاتح وزرقي رهن الحبس المؤقت مع الأمر بتوقيف المدعو فاتح، ولكن تبين أن الأخير غادر خارج الوطن. قدم المتهمان أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو، أين حاول إقناع هيئة المحكمة أنهما كانا تحت تأثير المشروبات الكحولية وألقيا مسؤولية قتل الضحية وحرقه على المدعو "فاتح ". وبعد المداولات القانونية، أدانت محكمة الجنايات المتهم "ب.ارزقي" بالسجن المؤبد عن تهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والحرق للعمدي لملك الغير، في حين أصدرت حكما يقضي بعقوبة المتهم المدعو"ب.رشيد" بعام حبسا نافذا لتورطه في جنحة عدم الإبلاغ عن جناية، بينما سلط عقوبة الإعدام في حق المتهم المتواجد في حالة فرار.