أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أن الحكومة أقرت تدابير تعديلية من أجل ترشيد الإنفاق العمومي وتحكم أفضل في التجارة الخارجية وتدفق رؤوس الأموال، داعيا المواطنين إلى عدم الإنسياق وراء الأصوات الحريصة على نشر التشاؤم والخطابات الانهزامية. وأوضح سلال في كلمة افتتح بها اجتماع الحكومة بالولاة أمس أن كل القرارات الرامية إلى إنعاش الاقتصاد وامتصاص الصدمة البترولية ستشمل العادات وردود الأفعال البالية والمصالح، مردفا بالقول "وبالتالي فإن هذه القرارات ستقابلها مقاومات شديدة نسبيا .. ومع ذلك فإن حليفنا الأساسي في هذه المعركة القادمة سيتمثل في مواطنينا إذا قلنا لهم الحقيقة وشرحنا لهم مسعانا وإذا اكتسبنا ثقتهم"، وأضاف أن "الجزائريين يجب أن يدركوا مثلا أن نفس الأشخاص الذين كانوا قبل عشر سنوات يصرخون بأنه كان يجب عدم التسديد المبكر للمديونية هم نفسهم الذين أصبحوا اليّوم ينذرون بالكارثة ويزرعون خُطبا انهزامية واستسلامية". في السياق ذاته، أبرز الوزير الأول "أن رئيس الدولة قد كان واضحا في تعليماته إلى الحكومة قصد الحفاظ على القدرة الشرائية للجزائريين ومواصلة الجهد في مجال النشاط الاجتماعي والبرامج في ميادين التشغيل والسكن والصحة والتربية"، وأضاف "ومن أجل تقليص تدفق الواردات فقد تم تحديد تعريف أكثر دقة بالنسبة للفروع التفضيلية ذات القيمة المضافة العالية والقادرة على المساهمة في عصرنة البلاد وتحويل التكنولوجيا"، مشيرا إلى أنه تم القيام بعملية حول بنية وطرق تخصيص حصص الإستيراد، هذا بعدما اعتبر أن استمرارية انخفاض أسعار البترول ستتمثل نتائجها في انكماش موارد صندوق ضبط الإيرادات وتنامي المديونية العمومية الداخلية، وقال إن "وضعية التوتر بالنسبة للمالية العمومية أكثر مما ستكون عليه وضعية ميزان المدفوعات، وهو ما يستدعي القيام بأعمال في مجال ترشيد النفقات العمومية وتطوير سوق رؤوس الأموال". عقوبات صارمة في حق الولاة المعرقلين للإستثمارات المحلية بالمناسبة حذّر سلال الولاة والسلطات المحلية من عرقلة الاستثمارات داعيا إلى إرساء نمط تسيير جديد يقوم على جذب ومرافقة المستثمرين المحليين قصد إنجاح المساعي الوطنية في تنويع اقتصاد البلاد، وقال"علاقة الإدارة المحلية مع المقاول يجب ألا تصبح مقصورة على تسيلم الرخص والاعتمادات بل يجب ان ترتكز على وضع الترتيبات الضرورية لمرافقة متواصلة قبليا وبعديا"، مشددا على دور الوالي في الترويج لولايته من خلال سعيه إلى جلب قدرات المستثمرين وترقية مؤهلات بلدياته ودوائره، وحذر قائلا "كل مسؤول سام يعرقل المبادرات الاستثمارية سيعاقب ... كفانا من البيروقراطية". هذا واعتبر المتحدث أن ترقية الانتاج الوطني مرتبط بإيجاد حلول ميدانية للصعوبات التي تعترض تنميته، مؤكدا على ضرورة "وضع حد لتعقد الاجراءات والالتباسات في الصلاحيات والمهام وكذا السلوكيات البيروقراطية التي تشل المبادرات وتلحق الضرر بمصداقية الإدارة والاقتصاد الوطني". من جانبه، دعا وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، في كلمة له بالمناسبة الولاة الى رفع تحديات الدخول الاجتماعي القادم من خلال التكفل بانشغالات المواطنين و"التخفيف من معاناتهم، ومجازاة أملهم بالوفاء"، هذا بعدما أبرز أن"كل المرافق المبرمجة لاسيما المدرسية والجامعية والخاصة بقطاع التكوين والتعليم المهنيين يجب أن تكون جاهزة للاستقبال في المواعيد المحددة دون أي تأخير". وشدد بدوي أيضا الى ضرورة "اتخاذ تدابير تنظيمية استثنائية وعاجلة لضمان التكفل بكل المواطنين المقبلين على مصالح الحالة المدنية والتنظيم العام والاستجابة لطلباتهم بكل يسر". لقاء وطني في ال 15 سبتمبر لبحث مستقبل الوضع الاقتصادي وأعلن الوزير الأول أنه سيتم يوم 15 سبتمبر المقبل عقد لقاء وطني لدراسة الوضع الاقتصادي للبلاد، سيجمع المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي مع خبراء اقتصاديين، على أن يتبعه اجتماع أخر بين الحكومة والشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين من أجل "العمل على اعطاء دفع جديد للتنمية الاقتصادية والاجتماعية"، مضيفا أن كل هذه الاجتماعات هدفها "تأمين عبور الجزائر للعاصفة الاقتصادية الحالية لتحقيق النمو من دون المساس بالمكتسبات الاجتماعية وأيضا من دون اللجوء المفرط للاحتياطيات المالية للبلاد". بدوي: مصالح الدولة والأمن مجندة لتفويت الفرصة على الذين يحاولون بث الفرقة في أوساط الشعب أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية أن مصالح الدولة وقوات الدرك والجيش الشعبي الوطني والأمن الوطني مجندة تجنيدا كاملا من أجل صد كل مغامرة وتفويت الفرصة على كل الذين يحاولون بث بذور الفرقة في أوساط الشعب الجزائري، وقال هذا اللقاء يأتي في "ظرف وطني وجهوي متميز مقارنة بسابقيه" حيث نعيش على المستوى الجهوي "رهانات كبيرة مرتبطة بأمن المنطقة وما تعقده جماعات متطرفة وظلامية من أمال من أجل اختراق صفوفنا وبث بذور الفرقة والضغينة متعمدة ومعتمدة في ذلك على وسطاء ضاعت جزائريتهم وتلاشى لديهم حب الوطن والوفاء لشهدائنا".