تتوفر ولاية البويرة علاوة عن طابعها الفلاحي الهام على إمكانيات سياحية معتبرة باعتبار موقعها الجغرافي الاستراتيجي ووسطها الطبيعي الأخاذ والمتنوع لتطوير منتوج سياحي محلي مدر لفوائد اقتصادية واجتماعية مستديمة. صرح مدير السياحة والصناعة التقليدية، عمار سالمي، أن "استغلال مختلف الإمكانيات السياحية المتوفرة بالولاية محور استراتيجي لبناء التنوع الاقتصادي المنشود وفقا للسياسة الحكومية الجديدة"، مشيرا إلى التنوع الطبيعي الكبير الذي تزخر به المنطقة الذي من شأنه تطوير السياحة الجبلية من خلال استغلال مختلف المواقع السياحية المتوفرة على غرار المحطة المناخية لتكجدة المصنفة ضمن الإرث العالمي لليونيسكو، ويتميز الموقع بتنوعه البيولوجي الجد الهام من الناحية العلمية موازاة مع مناظر طبيعية ساحرة. كما نوه المسؤول ذاته بالموقع الطبيعي لعين زبدة ببلدية اغبالو شرقا المتواجد على علو 1.450 متر على حدود ولاية تيزي وزو والذي يوفر أيضا إمكانيات لا حصر لها بتطوير نشاطات سياحية عدة (الصيد والتجوال والرياضة وغيرها). الشأن نفسه بالنسبة لموقع تالا رنة ببلدية صهاريح الجبلية، الذي يعتبر من بين أجمل المواقع المناخية على علو 1.400 متر حيث يتشابه في مميزاته مع موقع تكجدة بفضل غابات الصنوبر والفلين والبلوط وتنوعه النباتي والحيواني الكبير الذي يظل محافظا على طبيعته بفضل بعده على كل مصادر التلوث وتوفره الكبير على مصادر الماء سيما عين تالا رنة التي منحت اسمها للمكان، الذي يعتبر أيضا جزءا من الحظيرة الوطنية لجرجرة وهو المكان المتواجد أيضا أسفل موقع تامغوت (قمة لالة خديجة) التي تعلو جبال جرجرة (2.308 متر) ما يمنحها بعدا جماليا للناظرين من كل المحاور الطرقية الكبرى العابرة للولاية. كما تزخر البويرة بإرث لامادي هام توارثته عبر تاريخها العريق والغني غنى الثقافة الجزائرية وهو الموروث العريق الذي يمثل اليوم أحد الركائز الأساسية المعول عليها لجلب أفواج السواح الشغوفين بالاكتشافات والفلكلور المحلي، سيما من خلال تأسيسها في مناسبات كعيد الحصاد شهر جويلية وعيد الزيتون في جانفي. ويمثل فن الطبخ ركيزة أخرى يمكن الاعتماد عليها بفضل التنوع الكبير في المجال الذي تزخر به هذه الولاية الفلاحية بامتياز.