وافق مجلس الاتحاد الروسي بالإجماع في جلسته أمس الأربعاء على طلب الرئيس فلاديمير بوتين السماح باستخدام القوات الجوية الروسية خارج حدود البلاد الروسية،وذلك بناءا على طلب الرئيس السوري بشار الأسد، لدعم جيش الأخير في حربه ضد داعش. و قال،سيرغي إيفانوف،مدير الديوان الرئاسي، أن هذا القرار يسمح باستخدام القوات الجوية الروسية في سوريا، مؤكدا للصحفيين بعد جلسة مغلقة لمجلس الاتحاد الروسي أن عمليات القوات الجوية الروسية لها أطر مؤقتة، ولكن لا يمكننا الحديث عن تفاصيلها الآن كالحديث عن عدد الأسلحة ونوعها، وأضاف إيفانوف أن الحديث يدور عن عمليات للقوات الجوية الروسية فقط، ولا يشمل إرسال جنود على الأرض لأن هذا الأمر غير وارد، مضيفا في ذات السياق أن هذه العملية ستتم بناءا على طلب الرئيس السوري بشار الأسد ،الذي توجه بطلب إلى روسيا لتقديم مساعدات عسكرية إلى دمشق، مشيرا إلى أن استخدام القوات الروسية في سوريا لا يخالف القانون الدولي. هذا و أوضح ذات المسؤول أن الهدف العسكري للعملية يتمثل فقط في دعم القوات السورية من الجو في عملياتها ضد داعش ،مؤكدا أن موسكو أمس، أي في ذات اليوم الذي صدر فيه قرارها هذا بشأن السماح باستخدام القوات الجوية الروسية خارج حدودها، كما أنها ستقدم حسبه "معلومات خاصة" على مستوى وزارات الدفاع . في السياق ذاته قال،مدير الديوان الرئاسي الروسي، "أن عدد المواطنين الروس ومواطني رابطة الدول المستقلة المنضمين إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" ينمو بسرعة كبيرة، ومنهم من عاد، ولذا يجب علينا التحرك بسرعة من أجل إيقاف هذا المد"،وأكد أن الحديث عن استخدام القوات الجوية الروسية خارج الحدود لا يدورحول طموحات ما، ولكن عن مصالح قومية لروسيا. وأضاف إيفانوف في سياق متصل أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات الروسية في مكافحة الإرهاب خارج حدود البلاد، مشيرا إلى أن ذلك قد حدث في طاجيكستان في التسعينات من القرن الماضي. من جانبه أوضح،فيكتور أوزيروف، رئيس لجنة الدفاع والأمن التابعة لمجلس الاتحاد أن قيام القوات الجوية الروسية بعملية في سوريا يعني استخدام القوات المسلحة الروسية بصورة عاجلة، وقال أوزيروف: "هناك نقطتان بشأن استخدام قواتنا المسلحة. ولدينا قانون حول نظام استخدام القوات العسكرية والموظفين المدنيين في الخارج، وهو نظام مخطط عادي، وهناك كذلك قانون الدفاع الذي يقتضي إلى جانب ذلك استخدام القوات المسلحة بصورة عاجلة، وفي هذه الحالة نتحدث عن استخدام القوات المسلحة بصورة عاجلة.وأكد أن مثل هذه العمليات طبقا لقانون الدفاع تنتهي وفقا لقرار روسيا في حال تحقيق أهدافها أو زوال ضرورة إجرائها الكرملين: روسيا هي الدولة الوحيدة التي ستقصف "داعش" في سوريا. بدوره أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن روسيا ستكون البلد الوحيد الذي سيشارك في العمليات ضد تنظيم "داعش" في سوريا بشكل شرعي وتلبية لطلب من الحكومة الشرعية، موضحا أن إجراء مثل هذه العمليات يمكن فقط تطبيقه بعد الحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي أو بطلب من الحكومة الشرعية لبلد ما وهذا ما حصل مع روسيا. وفي رده على سؤال حول احتمال توجيه القوات الجوية الروسية ضربات إلى مواقع لجماعات المعارضة السورية أكد المتحدث باسم الكرملين أن مهمة العملية تتمثل فقط في مكافحة الإرهاب و تقديم الدعم سوريا في مكافحتها الإرهاب والتطرف فحسب. هذا وأفاد المكتب الإعلامي للكرملين في وقت سابق الأربعاء بأن الرئيس الروسي طلب من مجلس الاتحاد الروسي إصدار تفويض خاص باستخدام قوات مسلحة روسية خارج حدود الاتحاد الروسي على أساس قواعد القانون الدولي. كما أشار بيان صدر عن الرئاسة الروسية إلى أن الرئيس بوتين عين مدير ديوانه سيرغي إيفانوف ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ونائب وزير الدفاع نيكولاي بانكوف، ممثلين رسميين أثناء مناقشة هذا الطلب،ويذكر في هذا السياق أن مجلس الاتحاد الروسي وافق بالإجماع في مارس عام 2014 الماضي على طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن استخدام قوات مسلحة روسية في (جمهورية القرم ذاتية الحكم قبل انضمامها إلى الاتحاد الروسي) حتى تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة وأشار مسؤولون روس آنذاك إلى أن إعطاء هذا التفويض لا يعني أن روسيا ستستخدم قواتها بالفعل. بوتين يدعم الجيش السوري دون المشاركة في العمليات البرية هذا وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن عقب لقائه نظيره الأمريكي باراك أوباما على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين، أن بلاده ستعزز دعمها للجيش السوري دون المشاركة في عمليات برية ،وأشار بوتين إلى أن روسيا تدرس مسألة زيادة الدعم لأولئك الذين يقاتلون حقا "في الميدان" ضد الإرهابيين بما فيهم "الدولة الإسلامية"، كالجيش السوري ووحدات الحماية الكردية، مشيرا إلى أن عملية مكافحة الإرهاب في سوريا يجب أن تسير بشكل متواز مع العملية السياسية في البلاد. وأكد على أن الحديث لا يدور حول مشاركة القوات الروسية في عمليات برية هناك ولا توجد أية نية في ذلك، مضيفا أن روسيا تدرس إمكانية المشاركة في غارات جوية ضد "داعش" في سوريا والعراق لكن في إطار القانون الدولي .