صف رشيد مخلوفي فوز منتخب جبهة التحرير الوطني على المنتخب اليوغزلافي بأنه الأفضل على مر التاريخ، وكان ذلك عام 1959 في بلغراد، حيث قال هداف سانت إتيان عن تلك المباراة: “إنها مباراة لن أنساها أبدا، فقد أكدنا للعالم أن فريقنا ليس منتخبا يروج للقضية الجزائرية فحسب، بل هو منتخب قوي يمكنه أن يلعب على أعلى المستويات” وأضاف: “أتذكر جيدا تلك الأمسية عندما دخلنا ملعب بلغراد عقب انتهاء لقاء يوغوزلافيا والبرازيل، بدأ لقاء فريق جبهة التحرير مع المنتخب اليوغوزلافي، حيث كان اللقاء على شكل مباراة إسدال الستار، وكانت الجماهير قد خرجت من الملعب، ليبدأ المهرجان الهجومي الذي قدمناه بكل روعة أمام فريق بلد كان يحكمه الأسطورة اليوغوزلافية “تيتو”، حيث سجلنا الهدف تلوى الآخر لتعود الجماهير التي اندهشت من أداء فريقنا الذي سحق منتخبهم بسداسية كاملة”. «هو شي منه” دعا رفقاء كرمالي لتناول فطور الصباح رغم تحذير الفيفا لكل المنتخبات من اللعب أمام منتخب جبهة التحرير الوطني، إلا أن أغلب الدول التي زارها سفراء القضية الجزائرية أبت إلا أن تستقبلهم أحسن استقبال وتلعب أمامهم اعترافا بالجزائر، وكانت أبرز تلك الدول التي دعمت قضيت الشعب الجزائري، من خلال اللعب أمام منتخب جبهة التحرير تقع غالبا في المعسكر الشرقي الذي يتميز بالشيوعية، كالإتحاد السوفياتي والصين والفيتنام، وفي فيتنام تحديدا أين فاز فريق جبهة التحرير الوطني ب 4 مباريات متتالية، وكانت أبرز النتائج تلك التي حققها رفقاء مخلوفي أمام فريق “هايفونغ” الذي سحقوه ب11-0، وبعد ذلك دعا القائد الفيتنامي”هو شي منه” أحد رموز التاريخ العالمي، أعضاء فريق جبهة التحرير الوطني لتناول وجبة فطور الصباح في منزله على الساعة السابعة صباحا، وقد كان ذلك اعترافا مباشرا ومجاملة علنية للقضية الجزائرية. الثوّار تحدوا حظر الفيفا الإنطلاقة الفعلية لمهمة منتخب جبهة التحرير الوطني جاءت مع تنظيم الجولات لدى الدول الشقيقة والصديقة التي أبت إلا أن تتحدى الحظر الذي فرضه الإتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، الذي كان يعتبر آنذاك أن اللاعبين الجزائريين “ثائري كرة القدم”، وعلى مدار سنتين أبهر الفريق المكافح الجماهير في كل البلدان التي حل بها، حيث لعب إجمالي 91 مباراة، توّجت ب65 انتصار 13 تعادلا و13 انهزاما، حيث سجل مخلوفي ورفاقه 385 هدفا وتلقوا127 هدفا، وفي حوار حديث نشر على الموقع الإلكتروني للإتحاد الدولي لكرة القدم، أوضح رشيد مخلوفي قائلا: “هذه المباريات كانت تجمعنا في غالب الأحيان بمنتخبات تنتمي إلى العديد من المدن، لكن كان مستواها جد متقارب مع مستوى المنتخبات الوطنية، أتذكر أننا هزمنا يوغوسلافيا بنتيجة 6-1، وقد أحدث هذا الإنجاز المفاجئ ضجة كبيرة آنذاك”، وكان مخلوفي قد صرّح في مناسبة سابقة على هذه المباراة، بأنه لم تكن عناصر تشكيلة هذا الفريق المجيد تتمتع بالمستوى العالمي فحسب، بل كانت بالفعل من أقوى الفرق في العالم، ولا زلت أؤمن أننا كنا سنحقق المعجزات لو شاركنا في كأس العالم في تلك الفترة، هذه الأقوال هي خير دليل على المكانة والموهبة الأسطورية التي كانت تتمتع بها عناصر منتخب جبهة التحرير الوطني، والذي ساهم بطريقته في النضال من أجل استقلال الجزائر وتحريرها من الإستعمار الفرنسي. صدى الثورة وصل للولايات المتحدة بفضل فريق جبهة التحرير الوطني ولعل أبرز تلك المقالات والأخبار التي أعقبت اختفاء اللاعبين الجزائريين العشرة، هو ذلك المقال الذي نشرته صحيفة ال: “تايم” الأمريكية يوم 28 أفريل 1958، تحت عنوان “حادثة الإختفاء”، حيث قارن الكاتب قضية هروب اللاعبين الجزائريين من أنديتهم في فرنسا، بهروب لاعبي البيزبول المكسكيين من فريق نيويورك يانكيز، ثم سلط الضوء على بعض التفاصيل المهمة التي تميز بها الهروب الجماعي والإلتحاق بفريق جبهة التحرير، حيث شرح الكاتب كيف تمكن الجزائريون من الإفلات من قبضة الشرطة الفرنسية، والسفر إلى تونس من إيطاليا وسويسرا في سرية تامة، كما أشادت الصحيفة الأمريكية بالتنظيم المحكم الذي خططت له جبهة التحرير في إنشاء الفريق. وكان هذا أكثر من إعتراف بالقضية الجزائرية من طرف صحيفة تقود الرأي العام في الولاياتالمتحدة.