دخل صبيحة أول أمس عمال مديرية مسح الأراضي بأم البواقي في إضراب عن العمل، للمطالبة برحيل المدير الذي اتهموه بسوء التسيير والتعسف و"الحڤرة". كما أبدى الموظفون المضربون استياءهم وتذمرهم الشديدين من ظروف العمل السيئة التي يتخبطون فيها مع مدير المديرية منذ تعيينه سنة 2012، نتيجة تصرفاته غير الأخلاقية -على حد قولهم في تصريحات ل "السلام"، وهو ما أدى بهم إلى التكاتف ضده نتيجة لسياسة التعسف والحڤرة، بحسب عريضة الاحتجاج التي تحوز "السلام" نسخة منها، والتي ضمت جملة من المشاكل في مقدمتها تعرضهم للإهانات والسب والاعتداء اللفظي على العمال دون استثناء، مع اتهام العمال بشتى أنواع التهم والتلفيقات، إضافة إلى التشكيك والاستهزاء بقدرات العمال المهنية والعلمية، وكذا استعمال ذات المسؤول المحسوبية في التوظيف واستغلال طاقة البعض من العمال في العمل خارج مواقيت العمل القانونية، كما اتهموه بزرع الفتنة بين مختلف العمال، مما انعكس سلبا عليهم.. زيادة على ذلك إهانة وتسريح عمال الإدماج المهني دون سبب مقنع، رغم اكتسابهم خبرات ومهارات، مع مساس ذات المسؤول بكرامة العمال، من خلال تلفظه بعبارت عنصرية تمس بأبناء المنطقة الشاوية، وهو ما نجم وانجرّ عنه ذلك، نظرا لتلك التصرفات -حسب ذات العريضة- تداعيات سلبية أهمها وقوع حالة انتحار موظف، ويتعلق الأمر بالمدعو "ز.ك"، مع إحالة موظفين آخرين على التقاعد المسبق، ويتعلق الأمر بكل من "ز.أ" مهندس مسح الأراضي، و"ب.ع"، مهندس في نفس المجال أيضا، و"ع.أ" عون مكتب، والمدعو "ن.أ" عون إداري. كما أوضحت عارضة الموظفين المضربين، أنه نجم أيضا عن السياسة غير الرشيدة لمدير مديرية مسح الأراضي، استقالات جماعية لرؤساء المكاتب، مع تعرض العمال لضغوطات نفسية انعكست سلبا على صحتهم، وتلك هي القطرة التي أفاضت الكأس وفجرت احتجاج وغضب العمال، الذين طالبوا السلطات المحلية وعلى رأسها المسؤول الأول على الجهاز التنفيدي، بضرورة التدخل العاجل بغية وضع حدّ لمثل تلك التصرفات المنتهجة من قبل المدير، مؤكدين ل"السلام" أن مطلبهم الرئيسي هو الرحيل الفوري للمدير، بحجة عدم قدرتهم على مواصلة مهامهم الإدارية معه، نظرا لتماديه في تلك التصرفات مرارا وتكرارا، رغم عديد الانتقادات الموجهة إليه من قبل الموظفين والعمال لتغيير طريقة تعامله وانتهاج لغة الحوار العقلاني والأخلاقي معهم، لكن -حسبهم- دون أي استجابة تُذكر، وهو ما جعل العمال يدقون ناقوس الخطر فيما تعلق بسمعة ومكانة المديرية على المستوى المحلي والوطني منذ مجيئ ذات المسؤول على حدّ قولهم للسلام، على شاكلة تراجع وتيرة العمل مع القيام بأخرى دون تشخيص أو دراسة معمقة، كالوثائق المتعلقة بكل من بلدية الزرق، عين البيضاء، الرحية، البلالة، الجازية، عين الديس، بريش.. والتي لا تزال بحسب المضربين وذات العريضة حبيسة رفوف مكتب عمال مسح الأراضي وتطبيقات الإعلام الآلي.. زيادة على ذلك تدخل المدير في صلاحيات ومهام رئيسة لجنة المسح المعيّنة من قبل القضاء دون أدنى وجه حق -على حد قولهم للسلام-، وهو ما أدى إلى فقدان الثقة ولغة الحوار بين العمال المعنيين بالعريضة وذات المسؤول، نتيجة لتلك التصرفات التي انعكست حسبهم على مردود العمل داخل المديرية. السلام من جهتها وبعد الاستماع للانشغالات ومشاكل ومطالب العمال، انتقلت إلى مكتب المدير بغية الاستماع لتصريحات هذا الأخير والذي لم يكن متواجدا بالمديرية، بحجة أن له اجتماعا جهويا بخنشلة، ورغم انتظارنا لمدة طويلة من الزمن، إلا أن ذات المسؤول لم يلتحق منذ الخميس الفارط بمقر عمله. وفي سياق آخر متعلق بذات القضية قام ممثل عن المجلس الشعبي الولائي ويتعلق الأمر بالنائب جبايلي سمير، هذا الأخير الذي انتقل إلى مقر المديرية مستفسرا عن القضية،والذي أكد للسلام أنه قام بإيصال انشغالات العمال لوالي الولاية، وهو بصدد تشخيص الوضعية، والقضية للمتابعة.