التقى أمس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مرتين رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل بحضور أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني، الذي كان وسيطا في أول لقاء رسمي بين قادتي البلدين من أجل إذابة الجليد الذي طبع العلاقات الثنائية منذ اندلاع الأزمة في ليبيا شهر فيفري الماضي. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية صبيحة أمس بيانا لرئاسة الجمهورية جاء فيه أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، تحادث في لقاء ثلاثي بالدوحة مع كل من رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وأضاف البيان “وقد جرى هذا اللقاء على هامش أشغال أول قمة لمنتدى رؤساء دول وحكومات البلدان المصدرة للغاز الطبيعي. والتقى رئيس الجمهورية للمرة الثانية بعبد الجليل بعد ظهيرة أمس بحضور الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني دون أن تتسرب معلومات حول فحوى هذه المحادثات بين الطرفين، غير أن حدوث مثل هذا اللقاء يعتبر حدثا في حد ذاته بحكم أنه يمكن أن يضع حدا لفترة جمود وتوتر في العلاقات بين الجزائر والسلطات الجديدة في ليبيا ما بعد القذافي. وكان من المقرر أن يزور وفد ليبي الجزائر في أكتوبر الماضي إلا أن مقتل العقيد معمر القذافي أخّر هذه الزيارة التي تم الاتفاق عليها بين وزير الخارجية مراد مدلسي ورئيس المكتب التنفيدي محمود جبريل لضبط مجموعة من القضايا المشتركة بين البلدين الجارين، خصوصا التحديات الأمنية على الحدود بعد انهيار نظام القذافي. وأعلن وزير الخارجية مراد مدلسي قبل أسبوعين أن الأشقاء الليبيين بصدد تحضير حكومة جديدة وعلينا أن نترك لهم الوقت الكافي للقيام بذلك وسيرحب بهم بعد ذلك. وأعلن في ليبيا أول أمس أن الحكومة الجديدة ستعلن الأحد القادم من أجل مباشرة مهامها في تسيير المرحلة الانتقالية. وأعلنت الجزائر نهاية سبتمبر الماضي اعترافها بالمجلس الانتقالي الليبي كممثل للشعب الليبي كما أبدت إرادتها في العمل بشكل وثيق مع السلطات الليبية الجديدة بغية إرساء قواعد تعاون ثنائي مثمر بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين. وعرفت العلاقات بين الجزائر والسلطات الجديدة في ليبيا تدهورا منذ بداية النزاع المسلح الذي أطاح بالقذافي، حيث عارضت الجزائر منذ البداية التدخل الدولي في الأزمة الليبية وحذرت من تداعيات ذلك على الأمن بالمنطقة. وأكدت الحكومة في عدة مناسبات أنها تقف موقف حياد بين جميع أطراف الأزمة الليبية، فيما لم يتوان أعضاء من المجلس الانتقالي في توجيه اتهامات للجزائر بمساندة القذافي بالمرتزقة والسلاح دون تقديم أدلة على ذلك. ونفت الجزائر في عدة مناسبات وحتى الدول الحليفة للسلطات الجديدة في ليبيا هذه الاتهامات لكن العلاقات بين الجانبين بقيت متوترة إلى غاية اليوم.