كشفت وثيقة تحوز "السلام" على نسخة منها حجم الأغلفة المالية التي رصدتها بلدية بجاية لتزيين المحيط وبناء التماثيل والمجسمات المخلدة للشخصيات التاريخية والفكرية، هذا في وقت تغرق العديد من أحيائها في النفايات لقلة دوريات النظافة بسبب نقص شاحنات الجمع، ووقف إنتداب عمال النظافة. أوضحت الميزانية الإبتدائية لسنة 2016 م في الباب رقم 957 المتعلق بالتجهيز الصناعي، الحرفي والسياحي أنه تم رصد مبلغ 2.7 مليون دج لتهيئة ووضع تمثال لسعيد مقبل، قرب مقر الولاية، كما تم تخصيص نفس المبلغ لبناء تمثال آخر لعبد الرحمان ابن خلدون، الذي مر ببجاية ودرس فيها، وفي ذات السياق تم رصد مبلغ 4.850 مليون دج لإعادة تهيئة ساحة المجاهد واستبدال التمثال الذي كان موجودا فيها بآخر نحاسي. يأتي هذا التوجه، حسب مصدر من بلدية بجاية، في إطار محاولات السلطات المحلية إعطاء صورة مشرقة لعاصمة الحماديين وجعلها منطقة جذب للسياح، وكذا إعادة الإعتبار للمواقع السياحية ودعمها، فضلا عن ربط الصلة بين أجيال الأمس واليوم من خلال تذكيرها عبر هذه التماثيل والمجسمات والمواقع الأثرية بكل الذين مروا على هذه المدينة الساحرة وتركوا بصماتهم فيها. في السياق ذاته وقصد معرفة رأي البجاويين إزاء هذا الأمر تجولت "السلام" في بعض شوارع المدينة وسألنا بعض المارة، فهذا عمي علي، يبدي استغرابه من هذه الخرجة للبلدية قائلا "بدل أن يهتموا بتنقية المحيط ورفع أكوام القمامة التي تملئ الشوارع والساحات ويواجهوا أسراب الناموس والحشرات التي أفسدت علينا راحتنا راحوا ينجزون لنا التماثيل التي لا تسمن ولا تغني من جوع .. وهذا الأمر في رأيي هدر للمال العام، أمّا الشاب كمال فقد استحسن هذه المبادرة وعبر عن رأيه قائلا "إنه لأمر رائع أن يهتم مسؤولونا بجمال المدينة من خلال انشاء الحدائق والمساحات الخضراء وحتى تماثيل لأبرز الشخصيات التي تركت بصماتها فيها وهذا أسوة بمدن الدول المتقدمة .. انظروا إلى روما أو باريس لتعرفوا سحر التاريخ والطبيعة". وبين مؤيد ومعارض لهذا المسعى ينبغي الإشارة إلى أن الإهتمام بالجانب الجمالي لمدننا من الأهمية بمكان شرط أن يكتمل ذلك بتنقية المحيط تجسيدا لشعار "العيش في محيط نظيف وجميل".