فتح عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، كما كان متوقعا النار من جديد، على محمد مدين المعروف ب "الجنرال توفيق"، وفاجأ الجميع بمهاجمة ولأول مرة وبصفة مباشرة عبد العزيز بلخادم، الأمين العام السابق ل "الأفلان"، حيث إتهم الرجلين بالعمالة لفرنسا. إتهم سعداني خلال إجتماعه أمس بأمناء المحافظات، الجنرال توفيق بالوقوف وراء رسالة المجاهدين التي بعثوا بها لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتقليقة، من أجل تنحيته من رئاسة الأفلان، واصفا محمد مدين ب "رأس حربة ضباط فرنسا"، في حين وصف عبد العزيز بلخادم ب "العميل والمناضل" في صفوف فرنسا. وأضاف المتحدث قائلا في ذات الصدد "يوجد في الجزائر ضباط لفرنسا على شاكلة الجنرال توفيق، الذين سيروا المرحلة الإنتقالية والذين أقاموا الحرب التي يصلح رئيس الجمهورية الآن مخلفاتها"، هذا بعدما إتهم الجنرال توفيق أيضا بجلب رشيد نكاز من أجل التشويش على بوتفليقة خلال الرئاسيات الماضية، وقال "من غير المعقول أن يأتي شخص من وراء البحر من أجل الترشح للرئاسة"، ولم يتوقف الأمين العام للحزب عند هذا الحد، بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما أكد أن محمد مدين كان وراء الفوضى التّي عرفتها كل من غرداية وورقلة وعين صالح، وقال "الجنرال توفيق هو من صنعها وحركها وهو الذي أرسل نكاز إلى هناك من أجل التهدئة"، مشيرا إلى ان هذا الأخير عاد اليوم إلى قاعدته باريس. واضاف سعداني في ذات السياق قائلا "أقول بإسم الحزب أن ضباط فرنسا رحلوا ولم يأخذوا معهم شيئا .. وأن فرنسا فقدت تأثيرها بذهاب الجنرال توفيق، وعليها اليوم أن تتعامل مع الجزائر بالمؤسسات". هذا وأضاف سعداني بالمناسبة قائلا "غبت شهرا وسأتكلم جهرا"، وأردف "ما لا يمكن لأحد أن يقوله تقوله جبهة التحرير ولها الشجاعة"، واسترسل في كلامه بعدها بكل جرأة وثقة. وفي إطار مهاجمته غير المتوقعة لعبد العزيز بلخادم، قال سعداني بخصوص الأخير "فرنسا غرست عملاء بيننا في جبهة التحرير وعلى رأسهم بلخادم .. عائلته كانت ضد الثورة .. تحروا عن الأمر وردولي بالخبر". وفي سياق آخر عرج المتحدث على الأقاويل التي دارت مؤخرا عن وجود مشاكل بينه وبين الرئيس وقائد الأركان القائد صالح ونفى ذلك قائلا "هذا كلام فارغ لا أساس له من الصحة وشماعات لا معنى لها". وفي حديثه عن المعارضة، قال سعداني "هي تعارض نفسها"، وأردف في هذا الصدد "جيلالي سفيان الذي أعلن مقاطعته للانتخابات أين هم مناضلوه "مشيرا إلى أن الأساس في المشاركة في الإنتخابات وجود المناضلين، وأن النضال هو إلقاء مشروع ليلقى الإستجابة، وهو ما لا يتوفر في أحزاب المعارضة –يضيف سعداني-.