أكثر من نحو 63 قرارا أمميا صدرت من مجلس الأمن الدولي في حق السودان على مدى السنوات الماضية.. غالبية هذه القرارات جاءت تحت البند السابع الذي يبيح استخدام القوة لحفظ السلام والأمن الدوليين. الأسبوع الماضي تبنى المجلس بالإجماع القرار رقم 2340 الذي يمدد ولاية فريق الخبراء المعني بلجنة تنفيذ العقوبات على السودان، عملًا بالقرار 1591 لعام 2005. وقال الخبراء الخمسة المستقلون إنهم عجزو عن الوصول إلى دارفور منذ آخر تجديد ولاية للفريق في 10 فبراير 2016، لافتين أن الحكومة السودانية لم تصدر لهم تأشيرات. وأقر أعضاء المجلس بأن الوضع في السودان لا يزال يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين في المنطقة. واعتادت الخرطوم على التعاطي ببرود تحسد عليه مع قرارات مجلس الأمن حتى لو كانت تحت البند السابع. وجاء قرار مجلس الأمن هذه المرة بعد انتعاش آمال الخرطوم في عودة ظافرة للمجتمع الدول إثر قرار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في آخر أسبوعين لولايته برفع العقوبات الأمريكية عن السودان بعد نحو 20 عاما. ولن يكون مصدر قلق الخرطوم قرار المجلس الأخير، فالتعاطي مع مثله من القرارات حرفة أجادتها الخرطوم التي تمكنت من قبل من إفراغ قرارات أكثر خطورة من محتواها مثل القرار المتعلق ببعثة الأممالمتحدة "يوناميد" في دارفور. بيد أن مصدر القلق مبعثه حقيقة أن واشنطن التي رفعت قبل أسابيع قليلة غصن الزيتون للخرطوم، أنها حاضرة بقوة في مجلس الأمن فهي التي تدبر القرارات وتقف من ورائها بحكم تنفذها في مجلس الأمن.. نعم ليس من ديدن واشنطن وضع البيض في سلة واحدة ولذا ستبقى عصا تخويف مجلس الأمن مرفوعة في وجه الخرطوم ولا يعني غصن الزيتون المرفوع أن الثعلب الأمريكي أصبح قطة وديعة. دارفور كانت محور معظم القرارات الأممية وانتقد مجلس الأمن الهجمات التي تعرضت لها عملية البعثة المختلطة "يوناميد" والتي تم اعتماد قرار مجلس الأمن الخاص بها رقم 1769 في 31 يوليو العام 2007م.. وقبل عامين بدأت بشكل جدي ومتسارع إجراءات الطلاق بين "يوناميد" والخرطوم.. صحيح أن الخروج لم يتحقق حتى اليوم لكن تلك القوات ظل وجودها كعدمه . القرار الأخير رغم إدانته للحكومة السودانية إلا أنه هذه المرة تضمن ما يفرح الخرطوم فقد أشار إلى ضرورة أن تنضم جميع المجموعات المسلحة لعملية السلام التي يقودها الاتحاد الإفريقي، بل إن مجلس الأمن أعرب صراحة عن استعداده لفرض عقوبات تستهدف المتمردين الذين يعرقلون الجهود المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة . ولذا رحب المندوب الدائم للسودان في بيان السودان أمام مجلس الأمن بما أسماه "الروح الإيجابية بين البعثة السودانية وجميع أعضاء مجلس الأمن".