أكدت مصادر إعلامية من باماكو بمالي أن قوات أمريكية خاصة دخلت إلى قاعدة أمشاش العسكرية، القريبة من مدينة تساليت، في أقصى شمال شرقي مالي، وحسب ذات المصادر، فإن دخول القوات الأمريكية لأهم قاعدة عسكرية في شمال مالي، جرى منذ يومين وبالتنسيق مع القوات الفرنسية الموجودة في المنطقة، على أن تواصل القوات الأمريكية الانتشار في مناطق من شمال مالي نهاية الشهر الجاري. والمعروف لدى المتتبعين أن قاعدة أمشاش العسكرية كانت خلال السنوات الأخيرة محل تنافس بين فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، من أجل إنشاء قادة عسكرية فيها، إلا أن ليبيا والجزائر كانتا تقفان ضد أي تواجد فرنسي أو أمريكي في القاعدة. وكان سقوط قاعدة أمشاش في أيدي جماعة أنصار الدين مارس 2012، منعرجاً مهما في الصراع، حيث تمكنت الجماعة من الحصول على كميات كبيرة من السلاح والتجهيزات العسكرية مكنتها آنذاك من السيطرة على كيدال، ثم غاو وتمبكتو. والظاهر أن الأمور تتعقد أكثر فأكثر ولا سبيل إلى التحكم في الوضع بعدما سمحت مالي وموريتانيا والنيجر للولايات المتحدةالأمريكيةوفرنسا باستعمال أجوائهما وأراضيهما للتصدي للقاعدة في عمليات لم تقدم شيئا يذكر، بل ساهمت في إحداث فوضى كبيرة بالمنطقة كما يشهد على ذلك تدمير قوات من الأممالمتحدة في مالي قبل يومين، عربة لجماعة من الأزواد في غارة جوية شمال البلاد ما خلف قتلى وجرحى. وقالت مهمة الأممالمتحدة "إنها قامت بإطلاق نار تحذيري على عربة كانت مصدر الهجوم على قوات برية تابعة لها منتشرة لحماية المدنيين في تبانكورت، لكن استمر إطلاق النار فردت مروحيات المهمة بتدمير العربة". وقالت تنسيقية حركات أزواد، من جهتها أنها كانت "هدف قصف جوي من طيران مهمة الأممالمتحدة" ما "أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفنا"، وبالتالي انقطع التعاود بين الأممالمتحدة والأزواد واختلطت على الجزائر مهمة تقريب الآراء وصياغة اتفاق بين باماكو والمتمردين. وكانت الجزائر قد نادت دول الميدان إلى إنشاء تحالف عسكري متخصص في قمع الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للبلدان، ويكون قوام هذا الجيش أولا 25 ألف عسكري ليبلغ 75 ألف وهو العدد المقدر للتصدي للقاعدة ولغيرها من التنظيمات الإرهابية على أحسن حال. وبادرت الجزائر باقتراح توسيع الحلف العسكري الساحلي إلى بلدان أخرى، مثل تونس والمغرب، التي يجب أن تدخل في الشراكة لمحاربة القاعدة في المغرب الإسلامي كي يكون الحلف أكثر فعالية. وستظهر الأيام أن تموقع وحدات عسكرية أمريكية – فرنسية بالشمال المالي لن يزيد الوضع إلا تعقيدا.