ليس من السهل الوصول إلى بلدية قطارة الواقعة في أحشاء صحراء مسعد بين ولايات غرداية، الجلفة، ورقل، بسكرة، حيث يلزمك مواكبة الطريق على امتداد 250كلم من عاصمة الولاية الجلفة على الطريق الوطني الربط بين مسعد وتقرت جنوبا، حيث تواجهك الأحراش وسلسلة جبال أولاد نائل المتمددة إلى جبال عمور بأفلو وكذا طبيعة السهول الواسعة، وصحراء شاسعة، وجسر وادي جدي العجيب. وبعد قطع أزيد من ثلاث ساعات إذا كانت سيارتك ذات سرعة فائقة تحط الرحال ببلدية قطارة، حيث تستوقفك نقطة مراقبة بمفترق الطرق لأم العظام شرقا بعدها تواصل رحلتك إلى قرية «البويقلة» معقل مصالحة السكان مع مجلسهم البلدي بعد أكثر من 08 أشهر من المقاطعة مؤخرا، حيث تعد أهم تجمع حضري، على أن تواصل رحلة البحث والاكتشاف إلى البلدية الأم (القطارة)، حيث تستقبلك بطابعها الصحراوي المريح ضمن ديكور زادته بساتين النخيل طابعا مميزا وترحابا، وكرم سكانها الطيبين ميزة أخرى، رغم الفقر المدقع وقلة المشاريع التنموية وتفاقم البطالة، غير أن صبر سكانها وإصرارهم على مواصلة المطالبة بتحقيق انشغالاتهم، يجعلك تدرك بأن البلدية مقبلة على تنمية واعدة لا محالة، خاصة وان المسؤول الأول عن الولاية قطع عهدا على نفسه خلال مراسيم المصالحة بأنه يتكفل شخصيا بقضايا وانشغالات سكان هاته البلدية التي لا تشبه كل البلديات بالموازاة مع المجهود الذي بذله أعضاء المجلس البلدي خلال هاته العهدة في إبراز مؤشرات التنمية، رغم قلة الموارد المادية منها والبشرية، حيث حظيت بعدة مشاريع تنموية، يأتي في مقدمتها مشروع الداخلية الابتدائية ب200 سرير تعمل بانتظام نصف داخلي منذ 2006، وكذا بإكماليتين، الأولى بتجمع البوبقلة والثانية «بقطارة»، وكذا ثانوية نسبة الأشغال بها 85٪ ستستقبل التلاميذ خلال الأسابيع المقبلة بصفة مؤقتة حسب تعليمات والي الولاية لمدير التربية خلال زيارة العمل والتفقد التي قادته لهاته البلدية مؤخرا ويضاف إلى هذا انجاز طريق الذي كان حلما بين قطارة والقرارة على مسافة 40 كلموكذا الطريق الرابط بين مسعد وتقرت (ورقلة) بالموازاة مع حفر بئر عميق على عمق 3300م رغم انه غير كاف لتلبية حاجيات السكان وكذا المحيط الفلاحي المسقيفضلا عن خزان للمياه الشروب الذي تقرر تدعيمه بخزان آخر واستكمال شبكة تصريف المياه القذرة بالبويقلة وقطارة في القنوات الرئيسية، يضاف اليها انجاز مدرستين لتعليم القرآن، وإصلاح سيارة الإسعاف التي تساعد بها في بعض الأحيان المؤسسة الاستشفائية الجوارية بقطارة، وكذا انجاز ورشة لصيانة الطرق، ورغم هذا كله فإن البلدية لازالت تحتاج إلى العديد من المشاريع والبرامج التنموية من بينها نقص في التهيئة العمرانية والإنارة المنزلية، خاصة بحي الزهور الذي توجد به 45 عائلة تعيش على ضوء الشموع، ويضاف اليها نقص في إدخال شبكة المياه الصالحة للشرب، حيث يوجد بعضها في ربط عشوائي للمساكن، فضلا عن عدم استغلال بصفة عقلانية للمحيط الفلاحي المستغل بأكثر من 40 مستفيدا، وأمام هاته الانشغالات الموضوعية، قدم رئيس المجلس الشعبي البلدي إلى الوصاية 16 اقتراحا تتضمن كافة الانشغالات الاقتصادية منها والاجتماعية التي بإمكانها إخراج المنطقة من دائرة التخلف بعيدا عن الحسابات الشخصية والأغراض السياسية وهذا كله خدمة لسكان هاته البلدية وعددهم 13423 نسمة، يوجد من بينهم 7909 رحل، حيث يعتمدون في معيشتهم اليومية على تربية الأغنام بنسبة 70٪ فضلا عن المحاصيل الزراعية من بينها 15000 نخلة ذات جودة عالية، وقد تركزت تلك المقترحات على ضرورة استكمال مشاريع المياه الشروب للتهيئة العمرانية وتعبيد وترصيف الشوارع وصيانة المرافق المدرسية والصحية وإعادة تأهيل الطرق والممرات والمسالك الريفية، وتوسيع وإعادة فتح كل من الفرع البلدي للبويقلة والمهري بالإضافة إلى اقتناء بعض المعدات المتعلقة بجلب المياه والمعدات الطبية وتدعيمها بالتأطير الطبي وشبه الطبي، خاصة عيادة الولادة التي أعطى بشأنها والي الولاية تعليمات صارمة لفتحها وتعزيزها بالإمكانيات المادية والبشرية في القريب العاجل، بالموازاة مع تحفيز الاستثمار في مختلف الأنشطة من بينها الإسراع في استغلال المحلات التجارية لفائدة الشباب قصد إقامة نشاطات خدماتية، خاصة وأن الطريق الرابط بينها وبين تقرت أصبح يفرض كثافة كبيرة في حركة المرور علاوة على طريق القرارة، قطارة، الشيء الذي يشجع على إقامة أنشطة تجارية مختلفة، خاصة فتح محطة خدمات للوقود ومستودع لبيع قارورات غاز البوتان مع مواصلة تعميم غاز المدينة لاسيما وأن المنطقة قادمة على الاستفادة من المشروع الضخم لجلب المياه من الجنوب نحو الشمال.