عبر سكان الأحواش التابعة لبلدية أولاد شبل في العاصمة عن قلقهم الكبير اتجاه تماطل السلطات الولائية في تحديد مصيرهم، سواء بالترحيل أو منحهم عقود الملكية التي تسمح لهم بإعادة بناء سكنات جديدة، مشيرين إلى إيداع ملفاتهم على مستوى البلدية والدائرة منذ سنوات من أجل دراستها إلا أنهم يجهلون مصيرهم، مطالبين الجهات المعنية بالتعجيل في تسوية وضعيتهم. يتخوف سكان الأحواش ال06 التابعة لأولاد شبل والتي تتربع على مساحات شاسعة من تأخر تجسيد مشروع "الدوبلاكس" مما يسمح لهم بالإقامة في سكنات جديدة تشبه إلى حد ما الفيلات، حيث أكد هؤلاء أن ملفاتهم التي أودعوها منذ سنوات على مستوى المصالح المختصة لدراستها ما تزال حبيسة الأدراج نتيجة عراقيل إدارية وهو ما ضاعف من قلقهم. وحسب عمي علي أحد سكان الأحواش ببلدية أولاد شبل، فإنهم ينتظرون منذ سنوات تسوية وضعيتهم سواء بمنحهم عقود الملكية لتمكينهم من إعادة بناء سكنات جديدة أو ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم وتجنب أبناءهم حياة البؤس والحرمان. وقال سكان أحواش توال علي ومقداس بن يوسف، أنهم يعيشون ظروفا صعبة داخل سكنات هشة تعود للحقبة الاستعمارية، مضيفين أن كل الأحواش التابعة للبلدية تشترك في نفس الوضعية، معبرين عن مخاوفهم من إقصائهم من الترحيل أو التسوية التي وعدت بها مصالح ولاية الجزائر منذ أشهر دون أن ترى النور. وحسب سكان حوش مقداس، فإن معاناتهم تزداد أكثر في فصل الشتاء، حيث تتسرب مياه الأمطار إلى داخل بناياتهم عبر الثقوب المتواجدة بالأسقف والجدران المهترئة، وتتحول سكناتهم كل موسم أمطار إلى برك مائية، الأمر الذي كبد العائلات خسائر مادية بسبب تضرر أثاثهم. وأضاف السكان أنهم أودعوا ملفاتهم على مستوى البلدية التابعين لها منذ سنوات من أجل الحصول على سكن لائق، خاصة أن السكنات الحالية لم تعد تتسع لأفراد الأسرة الواحدة، إلا أنهم في كل مرة يستفسرون عن مصيرهم يتلقون وعدا بالتسوية من قبل الجهات المسؤولة دون التجسيد على الواقع مما زاد من مخاوفهم وقلقهم. وفي هذا السياق، أكد أحد القاطنين بالحوش أن بناياتهم تكاد تنهار فوق رؤوسهم، خاصة في الفترة الأخيرة حيث لم تعد كل أشغال الترقيع التي قاموا بها من أجل تحسين الوضع بسكناتهم تنفع، وزاد من تدهورها التقلبات الجوية التي تشهدها ولايات الوطن من وقت لآخر في فصل الشتاء، وقال أحد السكان أنه خلال التقلبات الجوية التي شهدتها مختلف ولايات الوطن شهر فيفري المنصرم سجل انهيار أجزاء من جدران بناية ولحسن الحظ لم يخلف أي خسائر بشرية. هذا وتطرق سكان الأحواش إلى الغياب التام للتهيئة بمناطقهم، حيث الأرضيات لا تزال أغلبها ترابية إلى جانب غياب الأرصفة مما يعيق تنقلات المواطنين خاصة أثناء تهاطل الأمطار. وأضاف محدثونا أن كل سكان الأحواش المنتشرة عبر تراب البلدية يتنقلون مسافات من أجل قضاء احتياجاتهم من مقر البلدية أو الأحياء القريبة منهم في ظل غياب المرافق التي يحتاجون إليها بما في ذلك قاعات العلاج والمؤسسات التعليمية وهو الأمر الذي زاد من متاعب العائلات القاطنة بالأحواش والتي تنتظر الفرج. وحسب مراد شاب يقطن بحوش توال، فإن الترحيل من حقهم كون كل الشروط المطلوبة للترحيل تتوفر فيهم، فسكناتهم هشة وإمكانياتهم محدودة لا تسمح لهم بشراء سكن خاص فضلا عن النقائص العديدة بالأحواش وهم ينتظرون على أمل تسوية وضعيتهم في القريب، خاصة أن ولاية الجزائر تستعد لعملية الترحيل رقم 22 التي من المنتظر أن يشرع فيها قبل الانتخابات التشريعية المقبلة.