يدفع ضيق بيت الأهل أو السعي وراء الاستقلالية الكثير من الأزواج الجدد إلى البحث عن إيجار بيت منفرد ليستقروا فيه، إلا أنهم غالبا ما يصطدمون بارتفاع الأسعار التي لا تتناسب ومدخولهم الشهري، بالإضافة إلى اشتراط أغلب أصحاب المنازل دفع مبلغ عام على الأقل مسبقا. يضطر الكثير من الأزواج إلى تأجيل موعد الزواج بسبب عدم توفر المسكن، خاصة وأن الطلب على إيجار الشقق في تزايد مستمر في الكثير من أحياء العاصمة، ما جعل الأسعار فيها مرتفعة، وهو الأمر الذي يدفع بهم إلى البحث في المناطق التي تبعد عن العاصمة قليلا علّهم يتمكنون من إيجاد عروض تتوافق مع إمكانياتهم المادية وهذا ما أكدته «سامية» صاحبة ال28 سنة، مخطوبة منذ سنة، إلا أنها لم تتم الزفاف بسبب عدم عثورها على شقة صغيرة بسعر مناسب لها ولخطيبها، وهذا بعد رحلات بحث دامت أشهرا، حيث تقول «لم أكن أبدا أتوقع أن أسعار الإيجار مرتفعة بهذا الشكل فهي تفوق مرتب موظف بسيط بكثير حيث استغرقت أشهرا في البحث ولم أتمكن من الحصول على شقة ولو كانت بغرفة واحدة فأسعار الإيجار في أحياء العاصمة وما جاورها يفوق المليوني سنتيم، كما أن كثرة الطلب على الشقق تجعل العرض الذي اخترته، لأنه يناسب دخلك مستحيلا، لأن شخصا آخر ظفر به، فالأسرع هو الذي يربح، وهذا ما حدث معي أنا وخطيبي، حيث تم اختيارنا لشقة بسعر يناسبنا، وعند ذهابنا لتفحصها التقينا بصاحبها وهو يتحدث مع زوجين آخرين، وصعدنا سويا لرؤيتها، ورغم أنها تتطلب الكثير من التصليحات، إلا أننا اتصلنا بصاحبها في ذلك اليوم لنخبره أننا قبلنا فأخبرنا أنه قام بتأجيرها لزوجين آخرين، وأننا سادس زوج قام بزيارتها ذلك اليوم». وقصد التخلص من أزمة السكن الخانقة والتي تعاني منها الكثير من العائلات التي يحاول أبناءها إكمال نصف دينهم إلى زيارة الكثير من الوكالات العقارية وتصفح الجرائد علهم يحصلون على العرض الذي يناسبهم، وفي هذا الصدد تقول السيدة «سميرة» «لقد أنفقت الكثير من المال على بطاقات التعبئة وذلك بسبب الاتصالات الكثيرة التي أجريتها مع مختلف الوكالات العقارية لأسأل عن أحد العروض، وكثيرا ما أضطر إلى التنقل إلى مقراتها مهما كانت بعيدة عن مكان إقامتي، ويا ليتني حصدت ثمار جهودي، فأنا لحد اليوم مازلت أبحث عن شقة للإيجار بسعر يناسبني حتى أستقر فيها أنا وزوجي»، أما بالنسبة للأسعار فتضيف «كثيرا ما أصدم بسعر الشقة عندما أسأل صاحب الوكالة، فكيف لي أن أدفع مقدم سنة لكراء شقة من غرفتين ب35 ألف دينار أو أكثر، فحتى عندما قررت البحث عن شقة من غرفة واحدة ومطبخ، أخبرني صاحب وكالة أنه كان يعرض واحدة، لكنه قام بإيجارها قبل يوم بمبلغ 30 ألف دينار شهريا، وهو الأمر الذي جعلني أفقد الأمل في إيجاد شقة بسعر يناسب مدخول الأسرة». أما «كهينة» صاحبة ال25 سنة، تقول أنها سعت لكراء مسكن بالقرب من مقر عملها، ولأنها عثرت على شقة من غرفتين في فيلا بسعر وصفته بالمقبول، إلا أن صاحبها اشترط دفع 18 شهرا مسبقا، وهو الأمر الذي اعتبرته تعجيزيا، حيث تقول «لقد قمت بزيارة الشقة وأعجبتني، خاصة وأن سعر الإيجار كان 18 ألف دينار للشهر، إلا أن صاحبها طلب مبلغ عام ونصف، ولذلك طلبنا مهلة علّنا نتمكن من جمع المبلغ، ولكن انقضت المهلة ولم نتمكن من ذلك، فتوجهنا إليه بعدها لنطلب منه الصبر لبضعة أيام، فأخبرنا أنه قام بكرائها لشخص آخر». ونظرا للطلب الكبير على الشقق بصيغة الإيجار، يقوم بعض الأشخاص الذين هم بصدد بناء مساكن بعرض الشقة للإيجار قبل بنائها ويطلب من الشخص الذي يسعى للحصول عليها دفع المبلغ المطلوب مسبقا، وأن ينتظر حتى يكتمل البناء ليستلمها، وهو الأمر الذي يقبل به الكثير من الأزواج الجدد، حيث تؤكد إحدى السيدات أنها حصلت على عرض لإيجار شقة بسعر مقبول وعندما ذهبت لرؤيتها وجدت الجدران والباب الخارجي فقط، حيث تقول «لقد أخبرني صاحبها أنها في طريق الإنجاز، وإن رغبت في كرائها علي دفع المبلغ المطلوب وانتظار شهر حتى أستلمها، أي بعد نهاية الأشغال، وهو الأمر الذي قبل به الأشخاص الذين قاموا بكراء الطوابق الأخرى في نفس الفيلا، والتي يوشك على إتمامها وتسليمها لأصحابها، ورغم أن طريقة تصميم الشقة وشكلها كان جميلا وأعجبني، خاصة وأنها جديدة لم يسبق لأحد السكن فيها، إلا أنني لم أقبل بالعرض، لأنني كنت مستعجلة». يجد الكثير من الأزواج الجدد صعوبة في كراء شقة بسبب ارتفاع أسعار الإيجار التي تتجاوز ال20 ألف دينار، خاصة في العاصمة وما جاورها من أحياء في الوقت الذي عليهم دفع مصاريف الزفاف وتأثيث البيت وغيرها، ما يجعلهم يرون في دفع مبلغ عام كراء مسبقا أمرا تعجيزيا مقارنة بمدخولهم.