حاصر، أمس، عشرات المقصيين من الترحيل بحي محي الدين بلدية سيدي امحمد والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ خلال إشرافه على المرحلة الأولى من عملية الترحيل رقم 23 والتي شملت 3 آلاف عائلة، معبرين عن غضبهم الشديد من إقصائهم من العملية التي انتظروها لسنوات طويلة، حيث طمأن زوخ هؤلاء بحقهم في السكن إذا ما توفرت فيهم الشروط مؤكدا أن عملية الترحيل متواصلة والأولوية للعائلات، داعيا الشباب الغير متزوج القاطن بالبيوت الهشة انتظار الدور، وبخصوص سكنات الضيق كشف الوالي عن الشروع في تسليم المفاتيح الخميس المقبل". "سيدي الوالي رانا نعانو" بهذه العبارة استقبل أمس سكان حي محي الدين المقصيين من الترحيل في إطار المرحلة الأولى من عملية الترحيل رقم 23 التي باشرتها سلطات ولاية الجزائر أمس، على أن تتواصل مطلع السنة القادمة، حيث طالبت عشرات العائلة التي لم يتم ترحيلها أمس الوالي بتقديم تبريرات، معبرين عن غضبهم الكبير لإقصائهم، مؤكدين أن حياتهم صعبة بالبيوت القديمة التي لم تعد صالحة للعيش. وحسبما تم ملاحظته فقد قام المقصيون من الترحيل بحي محي الدين بإثارة ضجة كبيرة حيث قاموا بغلق الطريق لمنع الوالي من الخروج مطالبين بحقهم في الترحيل رافضين الإقصاء. هذا وقد تم تسجيل حالات إغماءات بين السكان المقصيين خاصة منهم النساء الذين تفاجأوا بأنهم غير معنيين بالعملية أمس، رغم إحصائهم وإيداعهم لملفاتهم منذ سنوات –حسب ما جاء على لسان عدد من المقصيين- الذين عبروا عن غضبهم من إقصائهم من العملية.
** زوخ يطمئن :"لا إقصاء للعائلات المحتاجة لسكن" من جهته، والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ طمأن العائلات المحتجة بحي محي الدين أنه لم يتم إقصائهم نهائيا، موضحا أن تأجيل ترحيلهم يتعلق بأمور تنظيمية وتخفيف الضغط في هذه العملية وذلك من خلال منح الأولوية في الترحيل للعائلات وتم إقصاء الشباب الغير متزوج مشيرا إلى أنه تم إعادة دراسة الملفات 13 مرة بالنسبة لسكان حي محي الدين، مضيفا أنه في كل بيت قصديري أو هش يضم أكثر من عائلتين تم إعطاء الأولوية للعائلة الأكثر احتياجا، موضحا":هذا لا يعني إقصاء العائلات المتبقية". وقال زوخ :"لم نقص أي شخص والأولوية للعائلات في عمليات الترحيل" داعيا العائلات التي لم يشملها الترحيل أمس بإيداع طعون لدى الجهات المعنية متهدا بدراستها في أقرب الآجال، مطمئنا أصحابها أنه إذا تم التأكد من أحقيتهم في الحصول على سكن سيحصلون عليه في العمليات المقبلة. وأضاف زوخ أن الترحيل متواصل في إطار القضاء على البناء الهش والأقبية وأسطح العمارات وغيرها من المساكن التي تشوه جمال عاصمة البلاد. وأوضح الوالي أنه ليس من السهل ترحيل 40 ألف عائلة إلى سكنات جديدة في مدة أربع سنوات، مشيرا في ذات السياق أن عملية الترحيل التي شهدتها العاصمة أمس ستسمح باسترجاع 13 هكتارا من الأراضي لتبلغ المساحة الإجمالية المسترجعة لحد اليوم 400 هكتار، وأفاد الوالي أن الولاية في تفاوض مع وزير السكن من أجل تخصيص الوعاء العقاري للسكن المدعم. ولتفادي بناء سكنات فوضوية أخرى، أكد الوالي أنه "لتفادي ظهور أحياء قصديرية جديدة يتم القضاء على كل بناية غير شرعية عن طريق تهديمها، حيث تم لحد اليوم تهديم أزيد من 1400 بناء غير شرعي بولاية الجزائر ويتم تحويل المساحات المسترجعة سواء إلى مساحات خضراء أو تقام عليها مشاريع تنموية لصالح سكان الولاية".
** فرحة كبيرة للعائلات المرحلة هذا وعبرت العائلات المرحلة أمس إلى عدة مواقع في كل من أولاد فايت وعين البنيان والدويرة عن فرحتها الكبيرة بدخولها شقق جديدة لائقة بعد سنوات طويلة من المعاناة والانتظار، وأكدت عائلة "ص. رابح" والذي تم ترحيله إلى موقع أولاد فايت أنه لم يصدق دخوله شقة جديدة بعد 14 سنة من الانتظار في بيت هش وضيق، مضيفا أن الإقامة في بيت قصديري لسنوات تسبب في إصابة أبنائه بمرض مزمن، أما ليندة التي تم ترحيلها من حي محي الدين إلى موقع سكني بالدويرة فقد عبرت عن فرحتها الكبيرة بالترحيل بعد سنوات عاشت خلالها المرارة داخل بيت هش. وأجمع المرحلون أمس أن فرحتهم كبيرة كونهم سيستقبلون السنة الجديدة 2018 في سكنات جديدة لائقة تحفظ كرامتهم.
** ترحيل سكنات الضيق يوم الخميس وعلى هامش المرحلة الأولى من الترحيل في إطار عملية إعادة الإسكان 23 ، كشف والي العاصمة عبد القادر زوخ في تصريح للصحفيين أن تسليم المفاتيح لسكنات الضيق يوم الخميس على مستوى ثلاث بلديات بالعاصمة، بالإضافة إلى توزيع سكنات بصيغة التساهمي العمومي. من جهته أكد المدير العام للترقية العقارية عبد الصمد محمودي فاضل أن المواقع السكنية التي استقبلت أمس العائلات المرحلة في كل من أولاد فايت، عين البنيان، الدويرة، تتوفر على كل المرافق الضرورية من مؤسسات تربوية وقاعات للعلاج وغيرها، مشيرا إلى الوكالة العقارية للدار البيضاء ودواوين الترقية والتسيير العقاري لحسين داء والدار البيضاء وبئر مراد رايس تسابقوا مع الزمن لإنهاء المشاريع السكنية وتسليمها في وقتها. هذا وقد اختتمت عملية الترحيل بوضع حجر أساس لإنجاز مدرسة ابتدائية بموقع أولاد فايت.