تفاجأ المستهلك الجزائري خلال الأيام الأخيرة بزيادة في أسعار البقوليات أو كما يطلق عليها "سلع الشتاء" مما سيحرم العائلات "الزوالية" من استهلاكها والبحث عن بدائل أخرى، ورغم تبرئة تجار التجزئة أنفسهم من هذه الزيادة المسجلة في الأيام الأخيرة ورمي الكرة في مرمى تجار الجملة الذين بدورهم تبرأوا منها وحملوا المسؤولية للمنتجين والمستوردين يبقى المواطن البسيط كالعادة المتضرر الوحيد من هذه الزيادات التي ستربك ميزانيته. في جولة استطلاعية ل "السلام اليوم" عبر مختلف محلات بيع المواد الغذائية، وقفنا على الزيادة المسجلة في أسعار الحبوب الجافة أو كما يحلو للعديد من العائلات تسميتها ب"طبق الزوالية"، حيث بلغ سعر الحمص أمس 380 دج للكلغ الواحد بعدما كان سعرها يتراوح ما بين 350 و300 دج للكلغ قبل نهاية الشهر الفارط، في حين عرفت أسعار "اللوبياء" والعدس زيادة في الأسعار أربكت العائلات المحدودة الدخل التي وجدت نفسها في حيرة، حيث عبرت أمس عائلات في حديثها للجريدة عن استيائها الشديد من الزيادة التي شهدتها أسعار الحبوب الجافة التي يزداد الإقبال عليها في هذا الفصل البارد.
المنتجون والمستوردون وحدهم من يتحكم في أسعار البقوليات أرجع الناطق باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، في اتصال هاتفي ب "السلام اليوم" الزيادة المسجلة في أسعار البقوليات إلى زيادة الطلب عليها في هذه الفترة الشتوية، مشيرا إلى أن الجزائريين يستهلكون كميات كبيرة من العدس واللوبياء والحمص وغيرها من المواد الجافة مما يؤدي إلى رفع أسعارها. وأضاف بولنوار أن نسبة الزيادة في أسعار البقوليات بلغت 20 دينارا للكيلوغرام الواحد، بالإضافة إلى تراجع قيمة صرف الدينار أمام العملات الصعبة التي تباع بها السلع في الأسواق العالمية، والذي أدى إلى ارتفاع الأسعار مشيرا إلى أن 90 بالمائة من البقوليات والحبوب الجافة التي نستهلكها في الجزائر يتم استيرادها بالعملة الصعبة. وقال بولنوار أن التاجر ليس من مصلحته رفع الأسعار، كون ذلك يؤدي إلى تراجع مبيعاته وبالتالي مداخيله، والمتحكم في أسعار مثل هذه المواد (الحبوب الجافة) هم المنتجون والمستوردون فقط. وأوضح المتحدث أن استهلاك البقوليات يبلغ ذروته في هذا الفصل البارد في حين يبدأ الاستهلاك في التراجع خلال الفترة الربيعية إلى غاية أن يتراجع في فترة الصيف مما يؤدي إلى تراجع أسعاره.
تجار الجملة يرجعونها إلى ارتفاع أسعار الكراء من جهته، أرجع تاجر جملة بسوق السمار في العاصمة سبب الزيادة التي شهدتها بعض المواد الواسعة الاستهلاك في الأيام الأخيرة في مقدمتها القهوة والبقوليات إلى ارتفاع تكاليف الكراء والنقل وغيرها من الأمور الأخرى التي تدخل في جلب مثل هذه المواد. واعتبر المتحدث أن الزيادة المسجلة في سعر الحبوب منطقية بالنظر إلى زيادة في سعر النقل والبنزين وغيرها.
جزائريون يقررون مقاطعة الحمص قررت عديد العائلات الجزائرية التي تقربت منها السلام مقاطعة مادة الحمص التي تعتبرها مادة كمالية وليست أساسية في تحضير المائدة، وهذا راجع إلى الزيادة التي شهدتها أسعارها التي تراوحت أمس ما بين 360 و400 دج للكيلوغرام الواحد، بعدما كان سعرها سنة 2017 لا يتعدى 330 دج للكلغ بالنسبة للنوعية الجيدة. وفي ذات السياق قالت ربة بيت "لا أهتم لرفع سعر الحمص لأنها غير ضرورية في إعداد الأطباق الغذائية وسأقاطعها إلى أن تنخفض"، فيما قالت سيدة أخرى بسوق كلوزال بالعاصمة "أشتري نصف رطل من الحمص أستعمل منه كميات قليلة في الأطباق التي تستعدي ذلك".
تجار التجزئة يشتكون تراجع مبيعاتهم من البقوليات رغم أننا في عز فصل الشتاء، حيث تعتبر البقوليات والحبوب الجافة (حمص، أرز، لوبياء، الفول، ..) من أكثر المواد استهلاكا في هذه الفترة التي تقبل على اقتنائها العائلات الجزائرية بكميات كبيرة لاسيما في الفترة التي تشهد أسعار البطاطا والخضر ارتفاعا محسوسا، إلا أن تجار التجزئة يشتكون هذه الأيام تراجع مبيعاتهم من هذه المواد والتي برروها بزيادة أسعارها التي اعتبرها المستهلك غير مقبولة. وقال تاجر تجزئة بالحميز في الدار البيضاء أن العائلات أصبحت تشتري البقوليات بالرطل، نظرا لأسعارها التي أثرت على قدرتهم الشرائية، وفي هذا السياق قال أحد المواطنين "كنا نلجأ إلى البقوليات لتعويض عجزنا عن اقتناء البطاطا التي تصل أسعارها إلى 100 دج للكلغ ومواد أخرى.. لكن في الوقت الحالي أصبحنا نعجز حتى على اقتناء الفصولياء والعدس".