تسعى شركة "توتال" عملاق الطاقة الفرنسي، إلى جرّ مجمع "سوناطراك"، والحكومة الجزائرية على وجه العموم، نحو تغيير بنود عقد الشراكة الذي يربط الطرفين في مشروع حقل الغاز بتيميمون، من خلال تعديل القانون رقم 13/01، المعدل والمتمم للقانون رقم 05/07، المتعلق بالمحروقات، والضابط تحديدا لعقود البحث والإستغلال على أرض الوطن، بشكل يمكنها من الظفر "إستثنائيا" بإمتيازات غير مسبوقة، ستهدد لا محالة إستقرار "سوناطراك" وعائدات بلادنا من الغاز. الوثيقة بين أيدينا تؤكد نية القائمين على "سوناطراك" ووزارة الطاقة في بلادنا منذ سنة 2014 في المضي قدما نحو الرضوخ لضغوطات "توتال" وتمكينها مما تصبو إليه، وهو ما يعتبر وفقا لما أورده موقع "إ- بورصة الجزائر"- " bourse-dz E-" الناطق بالفرنسية والمختص في الشأن الإقتصادي، مغامرة خطيرة من شأنها أن تفتح على بلادنا بابا صعب التنبؤ بما يوجد وراءه، على إعتبار أن مساس "سوناطراك" بالقانون رقم 13/01، المعدل والمتمم للقانون رقم 05/07، المتعلق بالمحروقات، والضابط تحديدا لعقود البحث والإستغلال، سيؤدي لا محالة إلى تعديل بنود القانون رقم 86/14، المتعلق بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات وإستغلالها ونقلها بالأنابيب، والذي تنص المادة الرابعة (4) منه على أنه "يمكن للأشخاص المعنويين الأجانب في إطار الأحكام الخاصة المتعلقة بالاشتراك في مجال المحروقات المنصوص عليها في هذا القانون أن يمارسوا أعمال التنقيب والبحث عن المحروقات السائلة واستغلالها"، وهو ما لم يحدث مع أي شركة أخرى منذ تنبي الدولة لقاعدة 49/51 بالمائة، سيدفع باقي الشركات الأجنبية التي تربطها عقود شراكة مع "سوناطراك"، إلى المطالبة بالمثل من باب "كلنا شركاء ولابد أن نعامل نفس المعاملة القانونية"، واقع حال سيجعل الدولة و"سوناطراك" أمام خيارين لا ثالث لهما، إما العدول عن فكرة تعديل عقد الشراكة مع "توتال"، أو تعديل عقود كل الشركاء الأجانب في قطاع المحروقات، هذا الأخير إن تم سيجعل عائدات بلادنا من المواد الطاقوية تهوي بشكل خطير، بحكم أن تعديل القانونين السالفي الذكر (13/01 - 86/14) سيمكن الشركاء من إمتيازات غير مسبوقة تتعلق بالتحديد بهوامش ربح إضافية. في السياق ذاته تم السنة الماضية 2017، التوقيع على عقد إمتياز بين مجمع "سوناطراك"، والوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات "ألنفط"، والمجمع الفرنسي "توتال"، وكذا الشركة الطاقوية الإسبانية "سيبسا"، حول المشروع الغازي بمنطقة تيميمون السالف الذكر بهدف تطوير المشروع الذي سيتم إستغلاله بشكل مشترك من طرف "سوناطراك" (51 بالمائة)، "توتال" ( 37.75 بالمائة )، و"سيبسا" الإسبانية ( 11.25 بالمائة)، فضلا عن ذلك وقع الشركاء الأربعة في هذا المشروع على عقد لتسويق الغاز إنطلاقا من هذا الحقل. هذا وترقبوا في أعداد قادمة تفاصيل أخرى أدّق حول الموضوع.