كشف أمس، فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة، عن استعداد حزبه للتكتل مع أي تشكيلة سياسية إذا اقترن أداؤها على وجود إرادة سياسية فعالة للتغيير، فاتحا باب الانخراط لمناضلي “الفيس” المحل الذين لم تكن لهم سوابق في العشرية السوداء. وأوضح فاتح ربيعي في ندوة صحفية عقدها بمقر الحركة أمس، أن الخريطة السياسية للجزائر ستتغير حتما وستساهم حركته في هذا التغيير مهما كانت الظروف، ردا منه على تصريحات الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم التي قدم فيها نسب الانتخابات التشريعية القادمة مسبقا، مبرزا خطورة تحديد النسب العشوائية من طرف أحزاب الأغلبية وتشكيلات سياسية محسوبة على المعارضة بحكم أن الشعب هو الذي يمنح النسب وليس الأشخاص. وفي حديثه عن تعليقات حزب العمال وبعض الأطراف الوزارية حول فوز الإسلاميين قال ربيعي أن التخويف من التيار الإسلامي قد تجاوزه الزمن، مشيرا إلى أن التيار الإسلامي ليس في يده الحل السحري في صناعة القرار وأن حيازته على الأغلبية في التشريعيات المقبلة ستجعل الحركة في موقف فصل حقيقي لتتقاسم الحكم مع أطراف مستدلا في ذلك بتجربة حركة النهضة التونسية التي لم تمارس سياسة الإقصاء في اعتلاء سدة الحكم. وفي نفس السياق دعا الأمين العام لحركة النهضة رئيس الجمهورية إلى إنشاء هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات المقبلة، مؤكدا أن معارضة كتلته السياسية لمعظم القوانين التي عرضت على نواب الشعب لم يثنيها على المشاركة الحثيثة للحزب في اقتحام قبة البرلمان بأغلبية والتحضير لتوزير أحد قاداته الذي أسقط اسمه -حسبه- في انتخابات 2007.