أقدم أمس سكان حيي مريم ومناصرية الواقعين بإقليم بلديتي الكاليتوس وبراقي التابعتين للمقاطعة الإدارية لبراقي على قطع طريق المناصرية الرابط بين الحراش وسيدي موسى باستعمال العجلات المطاطية وأغصان الأشجار، كما قام بعض الشباب الغاضب بإبرام النار في بعض العجلات المطاطية، وذلك احتجاجا على الظروف المعيشية المزرية التي تطبع حياتهم داخل الحيين المذكورين دون أن تقوم السلطات المعنية بالالتفات لها بالرغم من الشكاوي والمراسلات العديدة التي قاموا بها. حيث رفع المحتجون شعارات منددة بما أسموه سياسة التجاهل والتمييز التي ينتهجها المسؤولون المحليون تجاههم، مطالبين بالاهتمام بإدراج الحيين ذا الكثافة السكانية المرتفعة ضمن المشاريع التنموية الاستعجالية، كما أعرب بعض ممثلي الحي في حديثهم إلى يومية “السلام” أن السكان باتوا يشعرون بالغبن جراء النسيان والإقصاء المستمرين من مشاريع التهيئة اللذين وقعوا ضحية لهما نتيجة وقوع حيي مريم ومناصرية المعروفين بتسمية واحدة هي حي مناصرية على الحدود الرابطة بين بلديتي الكاليتوس وبراقي، الأمر الذي جعلهما محل تهميش وتنصل من قبل المسؤولين المحليين للبلديتين. وكان السكان قد طالبوا خلال احتجاجهم الجهات المعنية بالنظر في تحقيق جملة من الانشغالات المرتبطة أساسا بغياب التنمية بحييهما منذ سنوات بالرغم من الوعود الكثيرة التي يطلقها المسؤولون المحليون في كل مرة، حيث يأتي في مقدمة مطالبهم تزويد الحيين بشبكة لقنوات الصرف الصحي لسكناتهم، وشبكة المياه الصالحة للشرب، فضلا عن التسريع في تزويد سكنات المواطنين بالغاز الطبيعي، كما شدد المحتجون على السلطات المعنية الاهتمام بتهيئة مدرسة دكاني السعيد الابتدائية الوحيدة المتاحة أمام أطفال المنطقة، والتي تعاني من غياب الشروط الضرورية للتمدرس السليم من التهيئة اللازمة وانعدام التدفئة وحتى غياب المطعم المدرسي، الأمر الذي يضطر التلاميذ في كل مرة إلى جلب كميات الطعام من منازلهم، هذا فضلا عن المعاناة الكبيرة التي يتكبدها الأطفال جراء الاهتراءات الكبيرة وانتشار المرتفعات والمنحدرات على مستوى الطريق المحاذي للمدرسة والذي يزداد سوءا مع تساقط كميات قليلة من الأمطار، أين يتحول محيط المدرسة إلى مستنقع من الأوحال والمياه الراكدة. وفي السياق ذاته، اشتكى المواطنون من الغياب التام لمصالح النظافة، متأسفين عن المشهد العام لأكوام النفايات والقمامة الذي أصبح يطبع تجمعهم السكني، الذي تحول إلى شبه مفرغة عمومية تتصاعد منها الروائح المؤذية وتحوم حولها الحشرات الضارة، الأمر الذي أدى إلى تشويه المحيط وانعكس بصورة سلبية على الصحة العمومية، كما طالب ذات المتحدثون في نفس السياق من المسؤولين بالغلق السريع لمذبحة خاصة بالدجاج تتخذ من وسط التجمعات السكنية مقر لها وذلك بالنظر إلى الإزعاج الذي تشكله بالنسبة إليهم نتيجة الروائح الكريهة المنبعثة منها.