تشير آخر المعطيات في بيت الحزب العتيد، بأن الوعاء الانتخابي للأفالان سيتوزع خلال الاستحقاقات المقبلة بين ثلاثة أقطاب أو أكثر، وهو ما سيمني الحزب بخسارة أكيدة في الانتخابات، فجناح بلخادم يستجمع قواعده بالغرب والوسط تاركا الجهة الشرقية لخصومه من التقويميين، بينما تستعد الفئة المهشمة والتي كانت محسوبة على بن فليس لاختيار وجهتها. ضياع الوعاء الانتخابي لحزب جبهة التحرير الوطني المقدر بحوالي ثلاثة ملايين صوت بات أمرا مؤكدا حسب الواقع الذي يعيشه الحزب العتيد، فبلخادم الذي أحاط نفسه بمساندين معظمهم من الجهة الغربية، يحضر لربح معركته مع خصومه بلعب ورقة تبدوا خاسرة من بدايتها، وبرغم تخوفه من خسارة المعركة الانتخابية مع منافسي الحزب خاصة من جانب الأرندي، وسعيه لإبرام شبه صفقة مع خصومه من الحركة التقويمية لتفادي خسارة الحزب في الاستحقاقات المقبلة حسب ما تداولته مصادر مقربة منه، والتي زعمت بأنه ينوي تأجيل تسوية الخلاف بينهما إلى ما بعد التشريعيات، إلا أن مسعاه وإن كان قد حدث، فإن ذلك لا يشفع له عند التقويميين الذين على العكس من إشاعة مقربيه بأن اتفاق تسوية حصل بينهما، حيث أكدت قيادة الحركة نفيها لوجود أي اتفاق من هذا القبيل، مؤكدة تمسكها بمواقفها السابقة والتزامها بقرار المشاركة في الانتخابات بقوائم مستقلة عن قوائم بلخادم، ويشير عضو قيادة الحركة المكلف بالإعلام محمد الصغير قارة حول ما قيل، بأن التقويمية ماضية في عملها لتحضير قوائمها استعدادا للتشريعيات المقبلة، وأكد بأن أي خسارة قد يمنى بها الحزب يتحملها الأمين العام وحده، وكشف محدثنا من جانب آخر أن تحضير قوائم مرشحيها يعرف تقدما، حيث يخضع لمعايير صارمة قصد ضمان مرشحين نزهاء ومخلصين لمسار الحزب الأصيل، وفيما يخص البرنامج الذي ستدخل به الحركة في التشريعيات المقبلة، ذكر قارة بأنه مستوحى من روح الحزب لكنه سيكون مخالفا لبرنامج بلخادم وسيخضع ذلك طبقا لقانون الانتخابات الجديد. من جهة أخرى، تشير المعطيات على أرض الواقع أن أمين عام الأفالان أحاط نفسه بقياديين معظمهم ينتمون إلى تلك الجهات، وهذا ما يؤكده مقربون من الأمين العام السابق علي بن فليس، مؤكدين أن كل أعضاء اللجنة المركزية المحسوبين على بن فليس قد تم تهميشهم بشكل نهائي، لكن هذا التهميش سيجعل الوعاء الانتخابي للحزب مهدد مع رحيل هؤلاء والمقدر عددهم بأكثر من 100 عضو باللجنة المركزية مع حساب المناضلين الوفيين لهم من القاعدة، حيث يرجح أن ينضموا إلى أحزاب أخرى أو الترشح أحرارا، وهو ما سيقسم ظهر الأفالان ويهدده بخسارة ثقيلة في الموعد الانتخابي المقبل، ما يزيله حتما من خارطة الأحزاب السياسية ويجسد فكرة إرسال الحزب إلى المتحف.