سجلت حركة النهضة بداية ظهور إرهاصات التغيير والتحول في الأفق السياسي بالجزائر بمناسبة الاستحقاقات المقبلة، مؤكدة أن البلد يمر بمرحلة فاصلة بين عهد تهميش الشعب في تعيين من يحكمه وعهد آخر ستكون فيه الكلمة للشعب. وجاء في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها الأمين العام لحركة النهضة بمناسبة اجتماع المجلس الشوري الوطني أمس بمقر الحزب بالعاصمة أن الجزائر اليوم بين مرحلتين، مرحلة حكم المجموعة المتنفذة والمسيطرة والمسيرة للحياة السياسية، ومرحلة حكم الشعب وحكومة الشعب وبلدية الشعب، وأشار ربيعي إلى أن الانتخابات القادمة فرصة هامة للتغيير، فإذا توفرت لها أجواء النزاهة فإنها بلا شك ستكون فاصلة بين مرحلتين فإما انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية، وإما الفوضى والتدخلات الأجنبية. واعتبر ربيعي تصريحات رئيس الجمهورية الأخيرة تأكيدا لتحذيرات النهضة السابقة بالقول «وكسند لكلامنا هذا فيما يجري، ما صدر على لسان المسؤول الأول في البلاد، وهي حقيقة أخرى قد تصدم الذين ظلوا يراهنون على أن كل شيء في الجزائر على أتم ما يرام». وأشارت النهضة إلى بعض الايجابيات المحققة بالقول «لسنا ممن ينكر الانجازات أو يجحدها، ولكن ما أنجز لا يتناسب إطلاقا وإمكانيات الجزائر وشعب الجزائر وتضحيات الجزائر وجغرافية الجزائر وتاريخ الجزائر، فقد قدم الجزائريون تضحيات جسام من أجل حريتهم وسيادتهم واستقلالهم، وظلوا كذلك متشبثين بالحرية، وقد زاد تمسكهم بها بعد الاستقلال، فقدم شباب الجزائر في انتفاضة 05 أكتوبر 1988، شهداء لأجلها، كما ثاروا في 05 جانفي 2011 تناغما مع الربيع العربي مطالبين بها، في ظل إرادة لتحريف مطلبهم ليكون مجرد بحث عن زيت وسكر. هذا وسيدرسالمجلس الشوري الوطني لحركة النهضة باعتباره أعلى مؤسسة موضوع المشاركة أو المقاطعة للانتخابات القادمة، إلا أن غالب الظن هو ذهاب النهضة للمشاركة بدليل التزامها بالانضمام لتحالف التيار الإسلامي الذي جاء بنية دخول المعركة الانتخابية بقوائم محددة.