يسعى حزب الاستقلال بزعامة رئيس الوزراء الأسبق عباس الفاسي لتوظيف ورقة الضغط الشعبي من أجل فتح الحدود البرية بين الجزائر والمغرب، حيث برمج ندوة حول «حتمية البناء المغاربي» والتي ستنعقد على مشارف الحدود الجزائرية المغربية، وقالت مصادر مغربية بأن زيارة هذا الحزب إلى وجدة تحمل طابعا سياسيا يشير إلى أهمية البدء بتطبيع العلاقات بين البلدين. تحدثت تقارير إعلامية مغربية عن توجه أعضاء في الكتلة النيابية ل «حزب الاستقلال» الذي يتزعمه رئيس الوزراء المغربي السابق عباس الفاسي إلى مشارف الحدود المشتركة مع الجزائر، في أول زيارة من نوعها منذ معاودة استئناف الحوار بين الرباطوالجزائر العام الماضي، وأفادت مصادر بأن الزيارة التي ترتدي طابعا سياسيا لناحية الضغط الشعبي من أجل فتح الحدود البرية المغلقة منذ صيف العام 1994، وتأتي في أعقاب تنظيم ندوة حول حتمية البناء المغاربي تستضيفها مدينة وجدة في المنطقة الشرقية، في حضور فاعليات مغاربية ومسؤولين حكوميين لدرس العقبات التي ما زالت تحول دون تفعيل الاتحاد المغاربي، لكن تنظيم هذه الندوة على بعد بضع كيلومترات من الشريط الحدودي يشير إلى اهتمام المسؤولين المغاربة للبدء بتطبيع العلاقات المغربية الجزائرية، ويوحي تحرك هذا الحزب المقرب من المخزن مساع حثيثة من قبل النظام المغربي للعب على وتر ورقة الحدود بحجة إعادة إنعاش التعاون بين الضفتين، واستغلال الزيارات المتبادلة لمسؤولي خارجية البلدين في إطار بعض الروح في الإتحاد المغربي، كما يأتي هذا في اهتمام الجزائر في الفترة الأخيرة بدرس تداعيات الملف وانعكاساته الاقتصادية والتجارية في غضون تزايد شكاوى البلدين من اتساع نطاق التهريب. يأتي هذا النشاط السياسي لزعيم حزب الاستقلال في وقت بدأت دول المغرب العربي تتحرك في اتجاه إعادة بناء الاتحاد المغاربي، تزامنا مع وصول حكومات جديدة بكل من تونس والمغرب وليبيا، ومساعي الرئيس التونسي لعقد قمة رؤساء دول الاتحاد بتونس.