دعا المشاركون في الملتقى الدولي حول «الإسلام في مواجهة العنف» الذي اختُتمت أشغاله أول أمس بتلمسان، الفاعلين في العالم الإسلامي إلى نشر الفهم السليم للدين الحنيف عبر مختلف الأجهزة الإعلامية والتربوية والثقافية. كما أوصى المشاركون بضرورة تجنّد المجتمع المدني ليكون وسيطا فاعلا في المجتمع، لترسيخ صورة الإسلام السمح وحل النزاعات على كافة المستويات، والمساهمة في حل جميع المعضلات والمشاكل عن طريق الحوار الحكيم. ودعا المشاركون، من جهة أخرى، إلى كشف المتسترين وراء الدين الحنيف للقيام بأعمال منافية لمبادئه، وفي نفس الوقت التفريق بين جريمة الإرهاب وحق الشعوب في الدفاع الشرعي والمقاومة، مع التأكيد على أن البديل الإنساني الوحيد المطروح أمام الحضارات هو الحوار من أجل تحقيق السلم والعدل والوئام. وقد تناول المشاركون الذين قدِموا من مختلف جامعات الوطن وبعض البلدان العربية والإسلامية، محاور الملتقى المتعلقة بمفاهيم حوار الحضارات وأسباب صدامها والإسلاموفوبيا، مؤكدين أن الإسلام رسم منهجا حكيما وعقلانيا وحضاريا لعلاج مختلف أشكال العنف، وغايته تحقيق السلم والأمن والاستقرار. كما ذكروا في نفس السياق أن الإسلام حقق أول حضارة قائمة على العدل والحق. وقد نجح دائما في بناء مجتمع مسؤول ومسالم في إطار القانون يلزم الجميع، ويعالج مشاكل العنف بالوقاية والحل السلمي، ويعتبر الدفاع الشرعي المسلح آخر ملجأ للدفاع عن الكرامة والسيادة. كما أكد الحضور أن الإسلاموفوبيا هو خطاب شرس مغرض وعنصري، مبنيٌّ على الكراهية ويهدد السلم العالمي، غايته صرف نظر الشعوب عن طلباتهم الشرعية والأسباب العميقة لمشاكلهم، مضيفين أن الإسلاموفوبيين هم الذين يصنعون ويوظفون المتطرفين والغلاة والإرهابيين لتشويه صورة الإسلام والمسلمين. وللتذكير، فقد انتظم هذا اللقاء على مدار ثلاثة أيام من طرف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2012، حيث ارتبطت محاوره ب «الدين والعنف» و»الإسلام والإرهاب» و»الإسلام وقيم الحوار«.