لايزال العشرات من التلاميذ بقرية سيدي الشريف التابعة إداريا لبلدية الرمشي، يعانون من مشكل النقل المدرسي في ظل نقص عدد الحافلات رغم محاولات أولياء التلاميذ الجادة ودعواتهم المتكررة للقائمين على شؤون البلدية من أجل إيجاد حل لهذه الأزمة، فأمام الأوضاع الطبيعية القاسية التي تعرفها المنطقة ونقص الإمكانيات، يضطر تلاميذ قرية سيدي الشريف إلى قطع مسافة تزيد عن أكثر من 22 كم للالتحاق بمقاعد الدراسة. ما يزيد الطين بلة هو عدم توفر شروط النقل الملائمة للمتمدرسين والاكتظاظ الشديد الذي تشهده وسيلة النقل المدرسي التي لم تعد كافية مقارنة بالعدد الكبير للمتمدرسين، حيث يبلغ عددهم 50 تلميذا، وحسب شهادات بعض التلاميذ فإنهم يضطرون أمام بعد المسافة ونقص المواصلات للانطلاق كل يوم على الساعة السادسة صباحا للعودة في السادسة مساء، وهذا ما يتسبب في إنهاكهم ويحول دون مراجعة دروسهم والاستفادة من التحصيل العلمي المطلوب، إلى جانب الغيابات المتكررة والتأخر في لالتحاق بالمؤسسات التعليمية في الأوقات المناسبة، خاصة في فصل الشتاء، حيث تعود أضرار غياب وسائل النقل المدرسي على التلاميذ الذين يجدون صعوبة بالغة في التنقل إلى مدارسهم، فغيابها يجبر أولياء التلاميذ على أخذهم بنفسهم للمؤسسات التعليمية خوفا من تعرضهم لمختلف حوادث المرور بسبب مشيهم مسافات للوصول إلى مكان تحصيلهم الدراسي الذي يقل من سنة لأخرى بسبب مشكل النقل، فضلا عن خوفهم من تعرض أولادهم لمختلف الاعتداءات نتيجة خروجهم من المنزل صباحا للالتحاق بالمدارس التي في الكثير من الأحيان ما تكون بعيدة عن مقر سكناهم، كما أبدى جل سكان قرى ومداشر بلدية الرمشي من جهتهم استياءهم وتذمرهم الشديدين تجاه النقائص التي يزاول تلامذتهم خلالها دراستهم، وهو ما يؤثر سلبا على تحصيلهم الدراسي. ويحتل مشكل النقل المدرسي المرتبة الأولى في قائمة النقائص التي يشكون منها، حيث يتعذر على التلاميذ التنقل من قريتهم إلى مؤسساتهم التعليمية التي يزاولون فيها دراستهم، خاصة منهم الدارسون بالمستوى المتوسط لبعد المسافة، مما يدفعهم إلى قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام لبلوغ مدارسهم، وفي هذا الصدد يطالب أولياء التلاميذ السلطات المعنية توفير النقل المدرسي من أجل إراحة أبنائهم من العناء اليومي والمشقة التي يتحملها التلاميذ. وحسب معلومات وردت إلينا أن البلدية على إطلاع بمشكل النقل المدرسي، خاصة بالنسبة لتنقل التلاميذ القاطنين بقرى متواجدة عبر تراب لبلدية، مع العلم أنها استفادت من حافلة صغيرة خلال سنة 2010 من طرف وزارة التضامن وخصصت لنقل تلاميذ قرية فاطمي العربي، في حين تم رصد مبلغ مليار سنتيم في ميزانية البلدية لاقتناء حافلتين صغيرتين ستخصص واحدة منهما لفائدة تلاميذ سيدي الشريف الذين يتنقلون بواسطة شاحنة مهيأة للنقل المدرسي.