أكدت مصادر من محيط جبهة العدالة والتنمية أن ثلاثة أعضاء من مجلس الشورى قدموا استقالتهم كما يعتزم آخرون الاستقالة أيضا، وبرر هؤلاء ذلك بغياب الديمقراطية في حزب جاب الله الجديد، وكذا تغييب الإطارات والكفاءات الجامعية التي وجدت نفسها في آخر الترتيب في قوائم جاب الله الذي أحاط نفسه بمن يولون له ولاء مفرطا. كشف عضو مستقيل حديثا من مجلس شورى جبهة العدالة والتنمية في تصريح ل «السلام» أن ثلاثة من زملائه قدموا استقالاتهم من الجبهة، وأكد أن أعضاء آخرين سيقدمون استقالاتهم عن قريب، ورد على سؤال حول سبب إقدامهم على ذلك بالقول إن «لمسنا غيابا تاما للديمقراطية في هذا التنظيم السياسي، وسجلنا تهميشا كبيرا للكفاءات وغياب المشاورات»، وحسبه، هناك دكاترة وإطارات دولة تم إقصاؤها برغم انضمامها لصفوف جاب الله بمحض إرادتها، لكن وفقا لمحدثنا فإن هذا الأخير أحاط نفسه بإطاراته القديمة ومنحهم مكانة خاصة عكس كلامه في خطابه التأسيسي لما قال إن الجبهة مفتوحة للجميع، وعلى ما يبدو حسب ذات المصدر، فإن هناك «في هذا الحزب شرط الولاء ونحن لا نملكه»، وقصد من هذا أن الإفراط في الولاء الذي يبديه الموالون لجاب الله ورفقاؤه في النضال هو سبب إقصاء الكفاءات الجامعية، وأوضح عضو آخر مستقيل من مجلس شورى جاب الله «نحن جماعة الكفاءات اكتشفنا بعد شهرين أن الواقع يخالف النظري في هذا الحزب»، وبرر قوله بأن الجامعيين من حاملي الدكتوراه وجدوا أنفسهم في أسفل قوائم التشريعيات حيث وضع على رؤوسها شخصيات ناضلوا سابقا ضمن مشاريع جاب الله السياسية السابقة كالنهضة والإصلاح، واستغرب محدثنا كيف يعقل أن دكتورا بثلاث شهادات دكتوراه ومستوى عملي كبير يجد نفسه في آخر القائمة بسبب الولاءات. وفي سياق مشابه، قالت مصادرنا إن أعضاء آخرين بمجلس الشورى ورؤساء لجان يحضرون لتقديم استقالاتهم في الأيام المقبلة احتجاجا على غياب الديمقراطية، كما أن بعض الجامعين لم يترشحوا بعد أن أدركوا غياب مكان لأصحاب الكفاءة والعلم، أما عن شكل القوائم التي أعدتها جبهة العدالة والتنمية فقالت مصادر «السلام» أنها غير مقنعة وهمش فيها الكوادر من ذوي الخبرة وغلب عليها أصحاب الولاء بطريقة استهين فيها بالعلم والعلماء، ويحضر هؤلاء في الأيام القليلة المقبلة إلى توضيح كل الأمور عن استقالتهم في ندوة صحفية سيعقدها هؤلاء، يشار من خلال ما يحدث في بيت جبهة جاب الله أن الأمور بدأت تأخذ منحى آخر قد يؤثر على النتائج المرجوة من خلال مشاركة هذا الحزب في التشريعيات المقبلة.