انتخبه المؤتمر التأسيسي رئيسا للجبهة ومجلس الشورى والمكتب الوطني أنهى الشيخ عبد الله جاب الله المؤتمر التأسيسي لحزبه الجديد ”جبهة العدالة والتنمية” بمركزة القرار في يده والاستحواذ على كامل الصلاحيات، بإعلان ترأسه لكل المناصب القيادية في الحزب، حيث انتخبه المشاركون في المؤتمر التأسيسي رئيسا للحزب ومجلس الشورى ورئاسة المكتب التنفيذي الوطني ومنحه صلاحية استدعاء هيئتي المداولة والتنفيذ، فضلا عن انتخابه لعهدة رئاسية مدتها 6 سنوات مفتوحة على التأبيد· فيما سيتولى الرئيس القديم الجديد للحزب عرض أعضاء المكتب الوطني الذين سيختارهم جاب الله لتنفيذ سياسة حزبه على أعضاء مجلس الشورى للتزكية· كما منح المؤتمرون زعيم ”العدالة والتنمية” حرية تعيين رؤساء المكاتب الولائية والمترشحين في القوائم الانتخابية· وحسب بعض الأصداء الواردة من القاعة البيضاوية فقد شهد سباق الترشح لعضوية مجلس الشورى الوطني تقدم أكثر من 2500 وهو الرقم المضاعف بعشر مرات لعدد مناصب المجلس التي لن تتجاوز حدود 250 عضوا· ويبدو، حسب القراءة الأولية، أن جاب الله يكون قد عقد مؤتمر حزبه وهاجس الانشطارات الحزبية التي عاشها منذ النهضة إلى الإصلاح مازالت تؤرقه الأمر الذي جعله يختصر الحزب في شخصه باعتماده على نمط مركزة الصلاحيات والقرار بشكل لا يتعارض مع قانون الأحزاب، إلا أنه أبعد ما يكون عن روح الديمقراطية مهما تطابق الخيار مع منطق الأغلبية العددية، خاصة أن البيعة كانت مطلقة لخيارات الشيخ الذي عاد إلى عهد التأسيس والمؤسس الأول والزعيم أيام السرية، بينما الأحزاب الأخرى، الإسلامية أو غيرها، تخوض عصر المؤسسات بعدما أفضى المؤسسون الأوائل إلى ما قدموا، مما يدعو حسب بعض المراقبين إلى التساؤل عن مدى نجاعة الإستراتيجية التي اعتمدها جاب الله لتأمين الاستقرار لحزبه· كما يبدو أن الشيخ لايزال متمسكا بقراءته الخاصة لمختلف الأزمات التي عاشها في أحزابه السابقة حين راح في كل أزمة يحمل خصومه المسؤولية ويتهم السلطة بالوقوف وراء الأزمات التي هزت حزبيه السابقين النهضة والإصلاح وفيما يبدو أن الشيخ لم يحاول أن يقدم قراءة نقدية لمسار زعامته للأحزاب المختلفة وإن كانت الأكثر إثارة للجدل في المشهد السياسي الجزائري·