سد تملاحت خرج سكان كل من دوار بقعة لطيار وأولاد بن خلفة ببلدية تملاحت بتيسمسيلت عن صمتهم الرهيب الذي دام لأكثر من سنوات بسبب الإقصاء التنموي الممارس في حقهم من قبل الجهات المعنية التي لم تهضم معاناة السكان الحقيقية مع انعدام كل ما من شانه أن ينفخ الروح في جسد هذه الدواوير المنسية والتي شبهها قاطنوها بأهل الكهف. هذا وفي زيارة ميدانية قامت بها النهار إلى المنطقة اصطدمنا بالواقع المر الذي يعيشه هؤلاء السكان في ظل التهديد الحقيقي الذي يشكله مجرى الوادي الذي يفصل المنطقة بالبلدية أين أعرب لنا السكان عن تذمرهم الشديد للوضعية الكارثية التي آلت إليها منطقتهم في ظل تعنت الإدارة المحلية عن إيجاد حلول ميدانية للتكفل بوضعيتهم المعقدة بعد أن تم تسجيل مشروع سد تملاحت هذا المشروع الذي التهم الملايير كان سببا في عزل المنطقة عن البلدية وباقي المناطق المجاورة وهو الأمر الذي جعل من السكان يهددون بتوقيف المشروع الذي عاينه مؤخرا وزير الموارد المائية في زيارته الأخيرة للمنطقة وهي الزيارة التي لم تعد على سكان الدواوير بالفائدة بالرغم من النداءات المتكررة التي نادى بها رئيس الجمهورية في أكثر من مرة والرامية إلى تدعيم التنمية الريفية مناشدين السلطات الولائية بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ أبنائهم من شبح الأمية الذي أصبح يطاردهم في ظل عدم التحاق معظمهم بالمدارس بسبب انعدام الطرق التي تربط المنطقة بالبلدية وهو ما حول سكناتهم إلى مقابر جماعية لأحياء بشرية نهشتها المشاريع التنموية الميتة التي أصبحت تهدد استقرار العشرات من العائلات في الوقت الذي طالب فيه العديد من السكان بضرورة الإسراع في التعويض عن سكناتهم المغمورة بالمياه على غرار المواطن داود عبد القادر الذي لا يزال إلى حد كتابة هذه الأسطر ينتظر التعويض الخاص بمنزله الذي غمرته مياه الأمطار الرعدية المتساقطة على المنطقة مؤخرا وهي نفس المطالب التي يطالب بها سكان هذه المناطق النائية بعد أن ضاقو ذرعا بسياسة الهروب نحو الأمام والتي ينتهجها المسؤولون المحليون في ظل عدم اعتماد سياسة واضحة ترمي إلى التكفل بانشغالات هؤلاء السكان المنحصرة أساسا في ترحيلهم إلى سكنات لائقة وتعويضهم عن أراضيهم الفلاحية في انتظار التفاتة جدية من قبل أصحاب الحل والربط لانتشال السكان من دائرة التهميش والإقصاء التنموي . احمد زافر.