حمام سيدي سليمان حمام سدي سليمان مدينة الطبيعة العذراء والنسب العريق ذات موقع استراتيجي هام على علو 1230 م ، تقع في قلب الونشريس الأشم ، تبعد عن دائرة برج بونعامة ب10 كلم، وعن عاصمة الولاية تيسمسيلت بحوالي 60 كلم ، أصبحت اليوم مدينة سيدي سليمان قطبا سياحيا هاما بالونشريس و الجهة الغربية ، بل وربما في الجزائر كلها، يقصدها السياح من تيسمسيلت ،المدية ،تيبازة ،عين الدفلى، تيارت، مستغانم وحتى من خارج الوطن مما جعل محطة سيدي سليمان المعدنية تساهم بشكل كبير في تفعيل حركة السياحة في المنطقة و نشطت الحركة السياحية بها مع بداية الألفية الثانية، حيث يصل عدد السيارات إلى المئات وعشرات الحافلات ، ويسجل في نهاية أسبوع واحد ما يفوق ال ألف زائر، وجهة معظم الزوار الطبيعة الخلابة في أعالي ومرتفعات الونشريس الأشم وسط خرير المياه فالطبيعة هي من جابت عليه بهذا الجمال و البهاء ، فالمتجول بهذا الفضاء الساحر ينتابه إعجاب وسط غابات من أشجار الصنوبر الحلبي و أشجار السرو وتنوع نباتي لا مثيل له في مناطق أخرى إلا في الونشريس ، فضلا عن التنوع الجيولوجي فالسلسلة الجبلية للونشريس زادت المكان حسنا وجمالا باحتوائها على قمة سيدي عمر التي تعد أشهق قمم المنطقة بعلو 1984 متر ، وهي من بين أعلى القمم في الجزائر ، كما يتجه الزوار إلى الحمام المعدني الطبيعي الذي أخذت المدينة التسمية منه الواقع وسط جبال الونشريس للشفاء من الأمراض و التبرك من مياهها المستغلة منذ 1910 م درجة حرارة مياهه 42 °، ولهذه المياه فوائد كبيرة للأشخاص الذين يعانون اضطرابات في الجهاز الهضمي وأمراض الأمعاء كما أنها تساهم بشكل كبير في القضاء على ألم المفاصل ، وحتى الذين يعانون من بعض الأمراض الجلدية كالقرع و الجرب حيث أن تركيبة المياه بالمحطة المعدنية تحتوي على عدة مكونات خاصة حيث يمثل السولفات بها 470 ملغ في اللتر و 994 ملغ من الكلور و 667 ملغ من الكالسيوم إضافة إلى البيكاربونات التي تمثل 286 ملغ في اللتر الواحد كما أن درجة حرارة المياه تبلغ من 4.1 درجة في فصل الشتاء وتتجاوز ال 34.5 درجة صيفا ، يؤكد المختصون في هذا المجال أن خصوصيات المحطة المعدنية بسيدي سليمان لا يمكن أن نجدها في محطات أخرى عبر ولايات الوطن . وباعتبار المنطقة فلاحية فإنها توفر لزوارها عن طريق فلاحيها الخضر والفواكه التي تزخر بها بساتينهم الجبلية من تين وزيتون وبلوط وبقول جافة وعنب و تين شوكي بأثمان جد معقولة و تحتاج مدينة حمام سدي سليمان اليوم إلى هياكل سياحية و خدماتية كبيرة، خاصة مع العدد المتزايد للسياح. فالمحطة المعدنية لم تعد تستوعب العدد الكبير من الوافدين إليها، ومع عودة و استتباب الأمن أصبحت المنطقة متنفسا يكاد يكون الوحيد بالمنطقة إلى جانب الحظيرة الطبيعية بالمداد بثنية الحد ، كما أن المحطة المعدنية لا تفي بالغرض كاملا مما يستوجب برنامجا مستعجلا لتفعيل الحركة السياحية بالمنطقة وتطويرها، بالإضافة إلى مشكل نجم عن سنوات العشرية المدمرة التي جعلت سكان أعالي الونشريس الأشم يهجرون ممتلكاتهم ويهيمون في مناطق أخرى أكثر أمنا، وعليه فإن تهيئة السياحة بالمنطقة هي الحل الوحيد، فلا بد من إيجاد مشاريع استثمارية سياحية كإنجاز مركب سياحي معدني متكامل وإعادة تعمير المناطق المجاورة، ولمَ لا إنجاز منتجعات رياضية بالمناطق المرتفعة المحيطة بمدينة حمام سدي سليمان ، كما تعاني المحطة من نقص الإعلام وهي المكاسب التي لا مفر منها لإنجاح الممارسة السياحية، وكسب المزيد من المداخيل بخلق الجو الذي يجلب السياح إلى المنطقة، علما وأن المنطقة تمثل لوحة طبيعية لا تختلف عن اللوحات الموجودة بأوروبا.