سنة دراسية موفقة للجميع يلتحق السبت أزيد من 8 ملايين تلميذ بمقاعد الدراسة بعد عطلة دامت حوالي الشهرين وينطلق الموسم الدراسي لهذا العمل في ظل تحديات جديدة يواجهها قطاع التربية منها توفير مقعد بيداغوجي لأزيد من ثلاثة ملايين تلميذ في المتوسط وكذا تجديد التعليم الابتدائي ويختلف انطلاق السنة الدراسية لهذا العام عن السابق، بسبب تضاعف عدد تلامذة المتوسط، الذي قفز من مليون ونصف مليون تلميذ حسب الإحصاءات الأخيرة التي قدمها وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد، إلى أزيد من 3 ملايين تلميذ. وقد تركزت جهود الهيئة الوصية منذ أكثر من سنة على التحضير لهذا الدخول الدراسي "الاستثنائي" مثلما وصفه بن بوزيد، حيث تم تدعيم عدد من الإكماليات على مستوى العاصمة وولايات أخرى ببناءات جاهزة، لاستقبال تلاميذ السنة الأولى متوسط، إلى جانب تخصيص مدراس ابتدائية في المناطق التي تزداد فيها الكثافة السكانية لضمان مقعد بيداغوجي لهؤلاء التلاميذ. ويعود ارتفاع عدد تلامذة المتوسط إلى التحاق تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي من النظام الجديد وكذا تلاميذ السنة السادسة من النظام القديم بالإكماليات، ما يعني أن ظاهرة الاكتظاظ هذه غير المعهودة هي مؤقتة فقط، إذ من المنتظر أن يستعيد التعليم المتوسط توازنه واستقراره تدريجيا، بعد أن يلتحق تلاميذ السنة الأولى متوسط بالثانويات. وقد أكد بن بوزيد إدراك هيئته لهذه الوضعية الطارئة، مؤكدا في لقائه الأخير بمديري التربية الوطنية، بأن هيأته اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة ما أسماه "بتسونامي" المتوسط، قائلا بأنه لا يخشى أن يتعثر الدخول المدرسي هذا العام، لأن هيئته اتخذت جميع احتياطاتها ووجهت تعليمات صارمة إلى المسؤولين المحليين لمتابعة الوضعية، وتجنيد كافة الوسائل والإمكانات ضمان دخول مدرسي ناجح خال من المشاكل. وإلى جانب توفير الهياكل اللازمة، قامت وزارة التربية الوطنية بتدعيم جانب التأطير، من خلال توظيف أزيد من 27 ألف أستاذ في المتوسط والإكمالي، بفضل المسابقة التي أجرتها نهاية شهر جويلية الماضية، وقد كانت الحصة الأكبر من ناحية تدعيم عدد المؤطرين للتعليم المتوسط، بالنظر إلى الظرف الاستثنائي الذي يمر به هذه السنة. وتعد المرة الأولى التي يصل فيها عدد تلاميذ الأقسام التحضيرية إلى 450 ألف تلميذ، وقد خصصت لهم وزارة التربية الوطنية كتابين، سيستفيد منهما هؤلاء التلاميذ مجانا، في حين بلغ العدد الإجمالي للكتب المدرسية التي أنجزها ديوان المطبوعات المدرسية تحسبا لهذا الموسم حوالي 58 مليون نسخة تتعلق بمختلف المواد، إلى جانب الكتب شبه المدرسية. وقد وضعت هيأة بن بوزيد هذه السنة نصب أعينها إعادة تجديد النظام الابتدائي، من خلال معالجة بعض النقائص التي تم تسجيلها منذ بداية الإصلاح، من ضمنها تخفيف البرامج عن طريق إلغاء الدروس الخاصة بيوم الخميس، وتخصيص أمسية يوم الاثنين لدروس الدعم. وفي الجانب الاجتماعي وقصد مساعدة الأسر المعوزة على تزويد أبنائها بكل المستلزمات الدراسية، تم رفع منحة التمدرس إلى 3000 دج بدل 2000 دج بأمر من رئيس الجمهورية، إلى جانب منح كتب مجانا لأزيد من أربعة ملايين تلميذ، أي نصف عدد الأطفال المتمدرسين، ويمثل هذا العدد تلاميذ التحضيري والسنة الأولى ابتدائي وكذا أبناء الأساتذة والمعلمين والتلاميذ الذين يعانون من مصاعب مالية، وقد كلفت العملية الهيأة الوصية 6،5 ملايير دج، إلى جانب تخصيص 12،5 دج لتعزيز المطاعم المدرسية التي وصل عددها إلى 11622 مطعم هذه السنة.