اختلط الحابل بالنابل ويرحم الله ذاك الزمان الذي دفن هو وأهله تحت أطباق التراب حتى معالمه زالت بزوال من تشبثوا به ومن توارثها أصبح يخجل حتى من ذويه لأنها رجعية. ضبابية. ظلامية. في منظورهم لذا فرض على نفسه تلقين لغة من يعايش حتى لا يتهم وينعت بأبشع النعوت و قد تفقده مصداقيته من اقرب الناس هم أولاده لأنهم احتكوا بالمجتمع الجديد المنسلخ عن الماضي الذي ضرب تلك العادات الأصيلة والتقاليد العربية عرض حائط وتحولت كلمة أمي الكلمة التي أول ما يتفوه بها الصبي الفطيم إلى (ماما) وكلمة أبي إلى (بابي) وتبدأ مكسوفة مصفرة الوجه وكأنها تعشت بصلا إذا تعثر لسانها وقالت أبي لأنها تدلعه أما كلمة خالتي خليفة أمي و أمك استبدل اسمها إلى( طاطا ) بالترخيم ولا تذكر اسم أبيها أمام المجمع الذي يروق إلى مشاعرها بالرغم من انه لا يزال على قيد الحياة إلا أنها تدفنه حيا وتشعر انها هي من ولدته وحفظته من قذارته وتقول كان أبي المتوفى المسكين البطل يتقن اللغة الألمانية والانجليزية لأنه شارك مع الألمان في احتلال العالم وكان أول من حرب دعاة اللغة العربية أيام الاستعمار الفرنسي في الجزائر أبوها كان ثائرا مقداما إلا أن المسكين وفي كثير من الحالات يرمي به في إحدى أركان البيت أو إلى مدينة بئر الخادم ينهي مشوار حياته هناك قرب حديقة الحيوانات والتسلية ليقضي ما تبقى من أيام عمره في ديار الرحمة وحتى للحاف الحياء الذي كان يلف الوجوه تعرى وانكشفت عورته. استوقفنا الماضي الجميل على حدث كان من قبل من المحرمات بل مما تشمئز له الأنفس وتقشعر له الأبدان هنا بالحي العتيق الذي مكننا من القادم والأتي خطير .حدثان عظيمان المسافة الفاصلة بين هما 20 مترا الحدث الأول بكاء وعويل و نديب لفقدان الأخ الشقيق من جراء حادث مرور اليم وخطير . والحدث المجاور للجار الذي يبقى أمانة رسول الله زغاريد. وطبول. وأغاني خفيفة للشيخات المداحات ... لا أزيد من الوصف وإلا تبكون الدم لا الدموع لم يحدث . هذه المهازل لم يذكرها الأسلاف لا في قصصهم ولا في وصياهم ولا حتى في مجالسهم التي كان حق الكبير فيها واجب حتى لو كان أميا والصغير عليه بالطاعة والاحترام ولو كان عالما فقيها فما بلك بالجار الذي أصابته مصيبة وجاره المقابل على الدف ضارب رحمك الله يا ذاك الزمان لأنك لن تعود ولن نشم رائحتك أبدا مثل ما شممنا نحن بالا أمس. لأنهم مسحوا أثارك وحتى بصماتك جعلوها في طي النسيان والرجوع إليها من المحال أين هي تلك التويزة التي كانت شعار التكافل الاجتماعي والتعاون على حب الخير شوارعنا روائحها نتنة لا تطاق طرقاتنا حفر وبرك ولا احد حرك الشفاه لان العقول تائهة والمادة سلبت العقول لطفك يا الله . مالوا بل انقلبت وجهتهم الى الهوائيات المقعرة غزتهم وحلاقة بكام إستهوتهم وملابس انطونيلا أصبحت كساء لهن و رودريقو فارس أحلامهن و حتى روبرتو كارلوس وميسي أنساهم ملحمة خيخون يرحمك الله أيها الزمان حتى واني حزين إلا انك كنت أحلى ما عشنا وعنوة حرمتهم مما انتفعنا لان ذاك الجيل بالرغم من معانته لكن كان قويا في دينه ووطنيته .متخلق إلى حد النهاية بالرغم من جهالة الاستعمار التي ظلت مسيطرة عليه إلا انه لم ينسلخ عن عادته مهما كان الترويج. السلام عليكم