مستشفى تيسمسيلت الذي أصبح الدخول إليه بالفيزا أو بأمر بالدخول في أيامنا الأخيرة و هذا خارج أوقات الزيارة طبعا هل يملك مواصفات المستشفى ؟ هل نملك فعليا مستشفى يحمي مرضانا و يعالجهم ؟ إن ما يحدث في "بناية" مستشفى تيسمسيلت كما علق عليه أحد المواطنين لا يجب السكوت عليه فعلا، فالدخول إليه يتوجب عليك "معريفة " كبيرة و صحيحة لكن بمجرد الدخول تندهش لما يعانيه من تدهور في الأحوال و الخدمات و لامسؤولية البعض خاصة الجناح الخاص بالولادة و الأطفال ذلك الجزء الذي تنبعث منه كل أنواع الروائح الكريهة و تحيط به أنواع الأوساخ و القاذورات و البقايا الطبية.
أيعقل أن يقال أن لدينا مستشفى ولائي – الله يبارك - ينعدم فيه طبيب مختص بالولادة و الأطفال إذا علمنا أن كل مريض يزوره يتم توجيهه إلى طبيب خاص ؟
إن ما حدث إلى السيد(ع.ع) و زوجته بالأمس يستدعي تدخل كل السلطات حتى لا يتكرر ما حدث و حتى تتوقف هذه المهازل و الكوارث التي تكاد أن تزعزع هذا المكان المحسوب على الصحة و الاستشفاء.
في حدود الساعة الثامنة صباحا من نهار يوم أمس الأربعاء قصد المدعو(ع.ع) من تيسمسيلت العاصمة رفقة زوجته و هي في حالة مستعجلة من أجل وضع مولودها مصلحة التوليد بالمستشفى المذكور و لكن المفاجأة كانت أن إحدى الممرضات (القابلات) و بعد فحص الحامل طلبت منها أن تتجه إلى طبيب مختص في أمراض النساء و التوليد بداعي أن المستشفى لا يوجد به طبيب مختص في هذا المجال فما كان على الزوج المغبون الغير محظوظ سوى أن قصد الطبيب المعني و لما وصل إلى هناك كان في انتظاره مفاجأة أخرى و هي أن لا الطبيب و لا المختصين في الأشعة موجود هناك فانتظرت الحامل ساعة كاملة حتى يحضر الطبيب و معاونيه و بعد قام الطبيب بالأشعة تبين أن الطفل الموجود في جوف والدته في وضعية لا تسمح بولادته بالطريقة التقليدية (العادية) و لهذا يتوجب إجراء عملية توليد قيصرية مع تحويلها إلى مستشفى تيارت ... فعاد الزوج و زوجته إلى المستشفى بالرسالة من أجل القيام بما يجب القيام به و لكن كانت هناك مشكلة أخرى و هي الحصول على تصريح من طبيب المستشفى حتى تتم عملية التحويل إلى تيارت إلا أن العثور على ذلك الطبيب كان كالبحث عن إبرة في كومة قش ؟ و بعد أخذ و جذب تم تحضير الملف الخاص بالتحويل إلا أن ظهر إشكال آخر إنه وسيلة النقل أي سيارة الإسعاف التي فعلا كانت الدهشة الكبيرة فالسيارة أصلا تخجل أن تركبها لأنها صالحة لنقل أي شيء عدا البشر... و أخيرا تم نقل الحامل على الساعة 11 و30 بالتمام و كان الزوج يتبع سيارة الإسعاف بسيارة مستأجرة إلا أن جاءت الصدمة الكبرى التي لم يكن ينتظرها أحد فسيارة الإسعاف تعطلت قبل وصولها إلى تيارت بحولي 10 كلم و بالضبط في مدينة الدحموني فما كان على الزوج سوى إكمال ما تبقى من مسافة بسيارته المستأجرة و أشارت الساع إلى تمام 12 و 30 دقيقة عندما وصل إلى العيادة الخاصة التي بمثل هذه الحالات ترفض المريضة ..لكن بعد أن شرح لهم الموقف لمسؤوليها تم قبول الحامل و إدخالها على جناح السرعة إلى غرفة العمليات و كللت العملية بمولود محظوظ جدا...
هناك عدة اسئلة تدور في ذهن الوالد و في ذهن أي مواطن مغبون ... ماذا كان سيحدث لو لم يكن الوالد بسيارته الخاصة ؟ ماذا سيحدث لو لم يتم قبول الحامل ؟ ماذا كان سيحدث لو تأخر الوالد بالحامل ؟ ترى لو كان مسؤول في تلك الحالة هل سترسل في تلك السيارة ؟؟؟ للعلم أن هناك سيارات إسعاف الجديدة مركونة في مرآب المستشفى لكن سوء حظ الزوج و زوجته أو بالأحرى قلّة "معريفته" حال دون إخراجها..
و السؤال متى سيصلح حال مستشفى تيسمسيلت ؟؟؟ و متى سيتم إحضار طبيب مختص للأطفال و النساء ؟؟؟ و متى سيتم جلب سيارات إسعاف جديدة ؟؟؟ و متى سيرمى تلك السيارات القديمة التي لا تصلح إلا لنقل ...؟؟؟؟