مفترق الطريق خميستي العيون يستعصي وصف حالة حي عين الحمراء ببلدية خميستي بولاية تيسمسيلت والذي يعد أكبر أحياء البلدية ويقطنه أكثر من 7000 نسمة فالزائر إليه يخيل له أنه في زمن أخر غير زمننا بفعل حالة البؤس والحرمان الذي عشعش به حيث تصادفك وجوه شاحبة ويائسة تشكي معاناة عمرها سنوات في ظل غياب أبسط ضروريات الحياة وإنعدام كلي لأي مرفق قاعدي وهو عبارة عن دوار كبير أكثر منه حي رغم وجوده داخل النسيج العمراني والحضري لمدينة خميستي لكن مظاهر التريف وتبعات التهميش حاضرة بقوة فقاطنوه يسمون أنفسهم بمواطني الدرجة الثانية أو الثالثة ويقولون أنهم يموتون ببطئ ولم يعد يهمهم شيء فقد ملوا من كثرة الشكاوي ولم يعد بمقدورهم إطلاق صراخات أو تقديم نداءات إستغاثة بعد أن تحولت مناجاتهم ومناشدتهم المتواصلة للسلطات إلى تسول لكن دون جدوى فلا أحد اخذ نداءاتهم بعين الإعتبار ولا جهة حاولت الإنصات لإنشغالهم وكل المسؤولين الذين تعاقبوا أداروا ظهروهم لهم بعد أن أشبعوهم وعودا في سبيل إستمالتهم وإستغلالهم كورقة إنتخابية و يقول السكان في إحدى رسائلهم والتي تحصلت" النهار" على نسخة منها أن حتى البنايات الهشة التي تأويهم و أطفالهم اضحت ايلة للسقوط في أي لحظة على رؤوسهم فهي تعود لستنيات القرن الماضي وأكل عليها الزمن وتصدعت من جهة وتتحول كل شتاء إلى برك من الماء بفعل إهتراء جدرانها وأسقفها وعدم مقاومتها للأمطار والسيول مما تسبب في إنتشار مخيف لبعض الأمراض وعودة أخرى مندثرة أو ما يسمى بأمراض الفقر وخلف موجة أوبئة لدي السكان خصوصا الأطفال كالجرب والسل حيث تم تسجيل حالتي سل قاتلتين السنة الماضية راح ضحيتها شابين في مقتبل العمر ويجد السكان صعوبة كبيرة كل شتاء نتيجة إهتراء الطرق وصعوبة المرور داخلها خصوصا عند نقل مريض أو تشييع جنازة وزادهم إنعدام الماء الشروب معاناة أخرى حيث يجبرون تحت طائلة نقص الماء لشراء الصهاريج ب 1000 دج وأحيانا أخرى يقطعون مسافات طويلة للتزود به ولم تشفع له محاولاتهم المستمرة في إيصال إستغاثة في جلب أنظار المسؤولين إليه أو إجبار السلطات للتدخل لوضع حد لحالة الإهمال التي يتعرضون لها ولإيجاد حل وتوفير ضروف العيش الكريم في زمن العز والكرامة ويبقى حي عين الحمراء نقطة سوداء وبؤرة قابلة للإنفجار في أي لحظة . ع.بوماتع