حتى هذه اللحظة لم أفهم لماذا تعمد تلفزيون الحكومة إظهار مشهد ابني شقيق الرئيس لدى استقبالهما للأخضر الإبراهيمي في نشرة الثامنة وكان بوسعه أن يحذفه؟ وما هو المقصود من ذلك، وما الرسالة التي أريد بعثها؟ الصورة أعادت إلى ذهني فيلم عادل إمام الكوميدي "بوبوس" الذي تدور أحداثه حول رجل أعمال أصيب بأزمة مالية خانقة، لكنه سرعان ما وقف على رجليه بعدما استنجد بابن رجل نافذ في الدولة، وجعلتني أي الصورة أشعر أن أعلى هرم في السلطة مهدد بسياسة "بوبوس" التي أحرقت الأخضر واليابس في العديد من القطاعات والهيئات! سياسة "بوبوس" ليست جديدة عندنا، فقد سبق أن شاهدت أبناء بعض المدراء يلعبون في مكاتبهم، ومنهم من كانوا يعبثون بوثائق الشغل وبجهاز كمبيوتر مكتب المدير، والأب المدير ينظر إليهم مبتسما وكأنهم يلعبون في بيته، ومن أهداهم شيئا فسوف يصبح من المقربين! أما سؤالي فهو هل عرفت سياسة "بوبوس" تطورا كبيرا لدرجة أنها أصبحت حلا للأزمات الدولية؟ وهل أصبح الأطفال هم الذين يختارون الرجال ويقررون مستقبل البلدان؟! طبعا أتمنى من كل قلبي أن يكون كل ذلك مجرد "عاطفة بريئة عابرة"، وإلا فلابد أن يبطل مفعول أي "بوبوس" قبل أن يرفض الأطفال العودة إلى منازلهم، ونجد أنفسنا في دولة أطفال!