هل وصل مجتمعنا إلى حافة الهاوية وما الذي أوصلنا إليها!؟ ما يجعلني أتساءل هو كثرة الجرائم البشعة التي حدثت وأصبحت متكررة ووصلت إلى حدود لا يمكن قبولها أو السكوت عنها والأكثر من ذلك أنها تستهدف الأطفال الصغار وتقضي على أحلامهم حتى زرعت الرعب في نفوس العائلات لدرجة أن أصبح الأطفال يمنعون من اللعب خارج البيوت أو الذهاب إلى مدارسهم من دون حراسة مشددة! فعلى سبيل المثال، منذ أيام قليلة تم العثور على جثة الطفلة "شيماء" مشوهة ومرمية داخل مقبرة وبعدها بساعات تم اختطاف الصبية "سندس" ثم عثر عليها ميتة. لقد تحولت بلادنا إلى ما يشبه غابة تعيش فيها وحوش قاتلة رغم أن الحيوانات في الغابة لا تقدم على ارتكاب مثل هذه الجرائم المروعة لأن الحيوانات رحيمة فيما بينها لا تقمع بعضها إلا نادرا ولا تنكل بجثث بعضها كما تفعل الوحوش البشرية. هذه الجرائم جعلت قلوب الكثير من الناس تتقطع حزنا وألما حيث طالب الجزائريون بالقصاص للأرواح الصغيرتين لكني أعتقد أنه لا يكفي أن يتم القبض على القتلة والأشرار وتنفيذ حكم الإعدام عليهم وانتظار حدوث جريمة أخرى دون أن ندرس أسباب انتشار الظواهر الخطيرة المنتشرة في المجتمع مثل ظاهرة اختطاف وقتل الأطفال وظاهرة الاعتداء الجنسي وغيرها. ولا يجب أيضا أن يقتصر الأمر على دراسة هذه الظواهر الخطيرة دون أن يتم متابعتها وعلاجها ليتم القضاء عليها فعلا وبشكل نهائي ولم لا يتم تخصيص ميزانية لإنشاء مركز متخصص في دراسة وعلاج الظواهر السلبية في المجتمع؟ نحن إذن أمام ظاهرة خطيرة على المجتمع وعلى الدين الإسلامي يجب أن يقف الجميع صفا واحدا لمحاربتها، بعيدا عن الشعارات والثرثرة التي لا فائدة من ورائها.