تقديرا للأديب والصحفي الكبير "دباب عامر" الذي غيبه الموت عن عالمنا، أطلق أسم المرحوم على المكتبة البلدية بحد الصحاري، وقد لقيت هذه المبادرة كل الترحيب من قبل السلطات الولائية، وسكان البلدية، الذين أعربوا عن سعادتهم البالغة، واعتبروا ذلك إسهاما في إثراء المشهد الثقافي، وإعادة إحياء ذكرى الشخصيات المخلصة، والتعريف بها عند الأجيال التي لم تعاصرها. الأستاذ "دباب عامر بدوي"، كان صحفيا من طراز فريد، لا يعرف إلا العمل، ولا يبحث عن منصب أو مال، تولى إدارة عدد من الأقسام في صحف مختلفة، واستطاع أن يجعل لصحيفة "الحياة العربية" مكانا بين العناوين الوطنية، عكس الصورة الحقيقية للصحفي المحترم، ولم يكن له هدف سوى خدمة البلاد، وجعله الله سببا لتعلم الكثير من الشباب الكتابة والصحافة، لم يقتصر على كونه كاتبا وأديبا، بل كان ينشر العلم بين تلامذته، وعرف عنه الإخلاص والأدب والتواضع، وهكذا لا بد أن يكون. أسس "نادي الحياة للإبداع الأدبي والفكري" لإحياء العمل الثقافي بالولاية، تلاءم مع تطلعات المثقفين، وجمع الشعراء والأدباء والفانين، وكان "النادي" على أعلى مستوى، تألقت فيه شخصيات لها وزن في الساحة الثقافية أمثال: الشاعر بلغيث الباز، حميدة ميلود، سالت عبد الرحمان، أحمد رحمون، القاص كربوعة عبد الباقي، الروائي إسماعيل يبرير… وغيرهم. أصدر مجلة "توقيعات" الثقافية، فتحت صفحاتها للمواهب والأقلام الشابة، تعلموا فيها الكتابة، لكنها لم تستمر، ربما لعدم الحصول على الترخيص من الجهات المعنية، أو لأسباب أخرى. هذه هي بلدية "حد الصحاري" دائما تعترف بالجميل، وترفع أبنائها فوق الأعناق، وتقول لهم "شكرا لكم… لن ننساكم وسوف تبقى أرواحكم الطاهرة ترفرف عاليا… وما أروعكم وأنتم تزينون كل مكان في المدينة".