امتعض سكان قرية شرابة ببغلية شرق ولاية بومرداس من الأوضاع المزرية التي تلازمهم يوميا جراء انعدام الهياكل الضرورية التي من شأنها رفع الغبن عنهم، حيث يتكبدون متاعب يومية ويواجهون مشاكل لا حدود لها مع متطلبات الحياة العادية من انعدام النقل المدرسي والماء الشروب وغيرها من النقائص، ولا يزال سكان هاته القرية يكابدون معاناة كبيرة يعود السبب فيها - حسبهم - تماطل السلطات الوصية في إدراج بعض المشاريع التنموية بالقرية التي من شأنها التحفيف من معاناة السكان. ل. حمزة أفاد سكان القرية - الذين قاموا أمس الأول بغلق مقر البلدية، تنديدا بسياسة التهميش التي تطال قريتهم - أنهم سئموا من مطالبة السلطات المحلية للتكفل بانشغالاتهم ومشاكلهم التي يصفونها بالمتدهورة، خاصة وضعية الطرقات ونقص الهياكل والمرافق العمومية الضرورية، ومن أهم المشاكل التي يعاني منها هؤلاء السكان الاهتراء الكبير الذي مسّ طرقات الحي، والتي لم تعرف أي عملية تعبيد وتزفيت منذ سنوات وهو ما أثار تذمرهم واستياءهم الشديدين، كما استغربوا من سياسة التهميش واللامبالاة المنتهجة في حق مسالك القرية فهم يعانون الأمرّين من انعدام تهيئة الطريق الرئيسي الذي يربط قريتهم بلدية بغلية رغم أنه لم يمر أقل من سنة من إعادة ترميمه، ومن جهة أخرى يشتكي سكان القرية من نقص حاد في التزود بالماء الشروب وانعدامه في بعض المساكن القرية، خاصة تلك الواقعة في أقصى القرية، الأمر الذي أدى بهم إلى اللجوء إلى اقتناء هذه المادة الأساسية من مصادر أخرى، كما اعتبر السكان قريتهم مهمشة مقارنة بالقرى الأخرى المجاورة لها التي استفادت من إعادة تأهيل طرقاتها مع إعادة الاعتبار لشبكات توزيع الماء، كما شدد السكان من السلطات المحلية تجسيد عدة مشاريع غائبة عن منطقتهم، كالنقل المدرسي، حيث يضطر التلاميذ للتنقل إلى مقر البلدية التي تبعد عنهم أكثر من 5 كلم من أجل مزاولة دراستهم مواجهين صعوبات كبيرة في التنقل، وأكد المعنيون أنهم لم يستفدوا من النقل المدرسي وأن النقل الخاص منعدم كليا وتضطر بعض العائلات إلى المشي سيرا على الأقدام لأكثر من 2 كلم من أجل الوصل إلى محطة القرية المجاورة، ما يجبر التلاميذ أيضا لقطع مسافة طويلة مشيا على الأقدام باتجاه المؤسسات التربوية لبلدية بغلية. وأكد محدثونا أنه بالرغم من الشكاوى العديدة التي بعث بها السكان للجهات المسؤولة من أجل توفير النقل المدرسي الخاص بهم، إلا أنها لم تنظر إليها، وتجاهلتها كليا على حد تعبير أحد المواطنين الذي أشار إلى التأخيرات اليومية للتلاميذ عن موعد انطلاق الدرس في الفترة الصباحية خاصة في فصل الشتاء، إذ يجدون صعوبة في النهوض باكرا والالتحاق بمقاعد الدراسة وسط مسالك مظلمة في ظل انعدام الإنارة العمومية وتدهور حالة الطرقات التي لم تعبّد منذ سنوات، كما أشار محدثونا إلى مشكل حرمان منطقتهم من التنمية المحلية، فهي تفتقر لأدنى ضروريات الحياة الكريمة، وبالتالي شددوا على ضرورة النظر في انشغالاتهم من قبل الجهات الوصية سريعا، وأمام جملة النقائص هذه يناشد سكان قرية شرابة السلطات المحلية وعلى رأسها البلدية انتشالهم من الواقع المزري الذي يتخبطون فيه منذ سنوات.