شهدت أمسية اليوم مدينة سطيف وما جاورها أجواء احتفالية غير عادية تعتبر الأضخم من قبل مياراة مصر بالقاهرة، وهذا من أجل مساندة الخضر في الظروف الصعبة، من جهة أخرى حاصر المئات من المناصرين وكالات السياحة للظفر بمقعد نحو السودان. أمور غير متوقعة حدثت اليوم بعد خيبة الأمل ان صح القول سهرة أمس بعد تعديل النتيجة لصالح المصريين، حيث بادر من صبيحة اليوم العديد من الشباب من إطلاق صافرات السيارات المغطات بالأعلام الوطنية ودوت شعارات المناصرة لسعدان وأشباله بالقول "معاك يا سعدان المونديال من السودان" كرسالة لافتكاك تأشيرة التأهل للمونديال من السودان، ونحن نغطي في الحدث ساعة قبل كتابة هذه الأسطر خرج المئات من الشباب إلى شوارع مدينة الشهداء مدينة الانتصارات، وغزو الطريق الرئيسي "طريق قسنطينة" أو شارع 8 ماي بالأعلام الوطنية والهتافات الحماسية، وإشعال الألعاب النارية التي حولت منظر المدينة إلى اللون الأحمر، معبرين بأن وجهتهم ستكون نحو السودان واعتلاء شعارات "نربحو في الخرطوم ونزهاو كل يوم" في الوقت الذي بادرت فيه السلطات المحلية بإطلاق الألعاب النارية التي أضاءت المدينة والتي شاهدها الجميع، وهي عادة ألفها السطايفية على الطريقة الأوروبية في جميع المناسبات والأفراح الوطنية. في الوقت نفسه وفي ساعات متأخرة من أمسية اليوم شهدت وكالات السياحة اقبالا تاريخيا من أجل الظفر بمقعد يقود نحو استاد الخرطوم، حيث استقبلت الوكالات المئات من الشباب الطموح للفوز من أجل مآزرة زملاء صايفي واحساسهم بأنهم يلعبون فوق أرضهم، وحسب مسؤول لإحدى الوكالات السياحية فإن مبلغ الرحلة قد تم تحديده بين 15 ألف و20 ألف دينار، ويبدو أن من المظاهر العامة أن الحماس لهذه المقابلة يفوق الحماس الذي لاحظناه قبيل لقاء القاهرة، ولعل أن أهم رسالة يمكننا توجيهها للأنصار هي أنهم يدركون مدى أهمية المباراة بقدر ما يدركون أهمية تمثيل الجزائر أحسن تمثيل في الروح الرياضية أمام وسائل الإعلام الدولية التي ستكون حاضرة بقوة لا لتغطية المباراة ولكن لتغطية أجواء المباراة التي ستصنع الحدث ونرجو أن يكون الحدث مفرحا مهما كانت النتيجة، وعدم الانسياق وراء الرسائل الإعلامية المغرضة والمحطمة حتى لا يضحك علينا الغرب ويفتخر بنا العرب.