أنصار الخضر يحتلون العاصمة ويصنعون الفرجة عاشت قسنطينة ليلة الأحد إلى الإثنين على وقع حركة غير طبيعية للمناصرين الراغبين في التنقل إلى الخرطوم بعد أن تجمهر العشرات من المواطنين في الساحات العمومية وبالقرب من مقرات الخطوط الجوية الجزائرية ووكالة السفر الوحيدة المعنية بالرحلات الخاصة. التحركات بدأت عند السابعة مساء وبالتحديد بعد أن تقدم من أودعوا جوازات السفر لدى وكالة السفر الخاصة والذين تعدى عددهم الألف، أين طالبوا بتوضيحات حول أسعار التذاكر و مواعيد الإنطلاق ليفاجئوا برقم غير متوقع يفوق خمسة ملايين سنتيم وبأن الوكالة ستنقل عددا محدودا من المسافرين لأنها لم تتحصل على ما طلبته من الطائرات، وهو ما خلف حالة من الغليان في أوساطهم تحولت بعد لحظات إلى إحتجاج ومحاولة لإقتحام المكاتب ليلا لتتجدد المحاولة في ساعة مبكرة من اليوم الموالي وبأكثر حدة ، مما جعل وحدات الأمن العمومي تنتشر بالحي تأهبا لأي طارئ، وقد عبر المحتجون عن إستيائهم للطريقة التي تعاملت بها الوكالة لأنها برأيهم أوهمتهم بأنهم مسجلون ضمن القوائم ليتبين العكس فيما بعد. وقد ثارت ثائرة المناصرين و إعتبروا السعر المعلن مخالفا للإجراءات التي تم إتخاذها ورفضوا هضم المبررات التي قدمتها الوكالة التي أفاد مسؤولوها أن سعر التذكرة لم يتغير لكن الفارق يخص تكاليف أربعة أيام من الإقامة والنقل، حيث طالب أصحاب الجوازات بالتذكرة فقط، وقالوا أنهم مستعدون للمبيت في العراء إلى غاية موعد المباراة " لسنا ذاهبين في رحلة سياحية لدينا وجهة محددة وهي الملعب" بهذه العبارة عبر أغلب من تحدثنا إليهم وإتهموا الوكالة التي أغلقت أبوابها طيلة نهار أمس بإستغلال الوضع ملحين على إسترجاع جوازاتهم لتدبر الأمر بطرق أخرى . الإحتجاج تواصل لساعات وسادته حالة غليان قصوى لا تختلف عن تلك التي سجلناها بوسط المدينة أمام مقر المديرية الجهوية للخطوط الجوية الجزائرية التي إضطرت إلى غلق وكالتها الرئيسية، وهو ما لم يحل دون تجمع المائات من المناصرين بمحيطها أين طالبوا بحصة من التذاكر لقسنطينة ونددوا بتخصيص وكالة سفر واحدة للعملية رغم العدد الكبير للراغبين في التنقل، المناصرون لم يجدوا الإجابات التي ينتظرونها وهو ما جعلهم يهتفون بإسم الرئيس ويطالبون بتطبيق تعليماته وتسخير كل الطائرات نحو السودان لأن الغرض برأيهم يستدعي ذلك، وقد طاف المحتجون مختلف أرجاء المدينة و إنقسموا في شكل مجموعات لمناقشة طرق تحقيق المطلب قبل أن يشكلوا تجمهرا كبيرا بالمنطقة الممتدة من "لابريش" وحتى محيط المركز الثقافي محمد العيد آل خليفة رافعين جوازات السفر وهم يهتفون بضرورة منحهم التذاكر وتطبيق إجراءات دعم الراغبين في مناصرة الفريق الوطني. فئة أخرى فضلت أقصر طريق بالتنقل إلى مطار محمد بوضياف و إنتظار إنطلاق أول طائرة للمطالبة بمقعد بها حيث هناك من قضى ليلة أمس الأول طيلة يوم أمس بالمطار بعد أن روجت إشاعات بوجود رحلة مبرمجة مساء. وقد إمتزحت أجواء الإحتفال والتشجيع بالمدينة بداية من ليلة الأحد ، فبينما كان المائات يسعون للظفر بتذكرة ويتباحثون طرق الإحتجاج لتحقيق المسعى، واصل آخرون الخروج في مواكب إحتفالية جابت كل الأحياء معلنة عن الدخول في أجواء مماثلة لما شهدناه عشية المقابلة الأولى، حيث عادت الأعلام للواجهات والشرفات وشغلت التوقعات بنتيجة المقابلة حيزا كبيرا من النقاشات، سواء في الساحات العمومية والمقاهي وحتى داخل المنازل ليتساوى ليل قسنطينة بنهارها ويضبط السكان ساعتهم على موعد مقابلة الخرطوم.