إلحاقا للموضوع السابق وجب منا إستكمال حادثة وفاة السيد أحمد روابحية من قدماء الجزائريين المغتربين في ألمانيا.. وأخيرا تنتصر الشهامة الجزائرية في أرض برلين إنتصرت واخترقت كل الصعوبات وهب الشباب الجزائري وشيوخ الجزائر المقيمين في برلين وتبرعوا بما كان في الإمكان لتسديد تكاليف نقل جثمان إبن الوطن الذي قضى كامل عمره وشبابه بالغربة ولكن لم يتنازل أبدا عن الجنسية الجزائرية واستبدالها بجنسية اخرى رغم عرضها عليه بإلحاح, وقبل ذلك ظل محافظا على الجزائر كقطعة من روحه وجوهرة غالية في قلبه إذ أوصى زوجته أن يدفن بالجزائر في أي منطقة كما كان يقول" التراب كله جزائري مهما اختلفت الولاية أو المنطقة " وهب الجزائريون ليس فقط من برلين فحسب بل حتى من مختلف مناطق المانيا وهامبروغ وقاموا بإجراءات الجنازة بالتنسيق مع القنصلية الجزائريةببرلين التي وقف موظفوها جميعا وقفة تضامن مع عمي أحمد وشباب الجالية الجزائرية فسهلوا كل الإجراءات الإدارية والقانونية وإستخراج الوثائق اللازمة من دون توان وقاموا بالتنسيق مع شباب الجالية, بل فيهم من موظفي قنصليتنا بالخارج من تبرع من ماله الخاص تضامنا مع القضية وقدموا كل الدعم النفسي لأرملته الجزائرية التي صحبته في الجنازة الأسبوع الماضي, بل حتى أن بعض شباب الجالية الجزائرية حدثنا فقال أنه عندما يزور القنصلية ببرلين من أجل معاملات إدارية فإنه يشعر كأنه في الجزائر الواسعة برحابها مختصرة في المبنى مقر السفارة بل صرح له أبناء الوطن ممن يلتقيهم كل مرة هناك أنه بعد إتمام معاملتها وإستخراج أوراقها يضلون داخل السفارة حتى إنتهاء الدوام مستمسكين ومستمتعين بالجو الوطني والنقاش الهادف حول مختلف مشاكلهم وطموحاتهم في أرض الغربة والحنين إلى الجزائر الدافئة ,وكما قلنا في بداية المقال إنتصرت الشهامة الجزائرية وتوحدت مشاعر الجالية في برلين وتجاوبت معها مشاعر الجالية في المدن الألمانية الاخرى فتحققت وصية المرحوم ونقل جثمانه الى الوطن وهكذا دفن عمي أحمد بتراب الجزائر كما تمنى ووصى فهو مقطوع من الذرية والأشقاء لأنه كبير العائلة المعمر وكلهم ماتوا قبله وهنا وجب التنويه أن في الجزائريين مهما إختلف الزمن والمكان خير لا ينقطع وأنفة وعزة تستمد جذورها من تاريخنا كجزائريين حافل بالأمجاد وصدق النبي عليه السلام حين قال" الخير في امتي لا ينتطع غلى يوم الدين"