تنتشر في مجتمعنا اليوم عدة ظواهر تعتبر من المخاطر التي تؤثر سلبا على طلابنا وطالبي العلم،هذه الظاهرة تشكل وباء يصل الى حد يصعب السيطرة عليه من جميع النواحي و بذلك يستغل المتعلمون فرصة ذهبية للتخلص من عبئ الدراسة بأي شكل ،و بذلك يصلون الى حل واحد ألا وهو الهروب من المدرسة والتغيب المستمر عن الدراسة. يتعمد الطلاب التغيب عن المدرسة دون علم او إذن المسؤولين او الوالدين،حيث نراهم يقفزون من فوق أسوار المدارس الى الشارع، ففي سن المراهقة في المرحلة المتوسطة و الثانوية يحس الطلاب بأنهم رجال قادرون على التمرد وفعل أي شيء لإثبات رجولتهم و قوتهم أمام زملائهم او رغبتهم في البحث عن المغامرة لجذب انتباه الآخرين ،و حب التفاخر أمام الزملاء،اضافة الى ذلك فقد تلقوا تشجيعا من مجموعة من الطلبة التي تحثهم عن الهروب،وبذلك تنمو لديهم الرغبة و تجدهم بكل اعتزاز يفرون منها بكل جرأة ومن الطلبة الذين لا يكون لهم ميول مميز نحو الدراسة فقد تجدهم من الأوائل او من المحرضين لعملية الفرار من المدرسة بكل استقلالية نظرا لان القونين الصارمة التي تفرض عليهم داخل الحرم المدرسي جد قاسية بالنسبة إليهم وقد وصلت بهم درجة الغياب بوصول الاستدعاء الى البيت ان كان المتعلم لا تزال لديه الرغبة في التعلم او يفصل فصلا نهائيا من التعليم وبهذا ينكشف الغطاء الذي كان يستر فضائح الطلبة وتصل الى حد اتخاذ قرارات الوالدين بإرجاع أبنائهم الى مقاعد الدراسة رغما عنهم ،لكن هل نعلم اسباب الهروب ،التي جعلت من الطالب اتخاذ سبيل هذا الطريق فمن بينها الضغط المدرسي واتباع مناهج وبرامج تعتبر بالنسبة لديهم مملة و مثقلة بالمحاور ،كما ان المدرسون دون المستوى المطلوب بفرض اراء و عدم مناقشة ما يدور من أسئلة داخل الصف ،بعدم توفير جو لائق لها،ومعاملة الزملاء السيئة لبعضهم البعض تعتبر حاجز بينهم فقد توضع الفوارق والماديات على حساب الدراسة ،وبهذا تختلف الآراء و تحدث المشاكل بينهم،فمن ناحية البيئة المدرسية ينعدم توفير الشروط المرغوبة من طرف الطلاب ،كما ان الفصول التي تعتمد في التعليم فصول مزدحمة وفق البرنامج المعتمد عليه ،فقد تكون مدة المحاور و الدروس اكثر من الوقت المخصص للفصول وبهذا يلجأ الاساتذة والمدرسين و تقديم درسين في حصة واحدة اما من الجانب الجمالي فلا توجد مقاعد في الساحات و انعدام توفر الملاعب الرياضية المناسبة اذ ان الساحة التي يقام فيها طابور الصباح هي الملعب و المصلى ،ومكان عقد الاحتفالات. اما بالنسبة للبيئة النفسية و الاجتماعية فقد تسلب من الطلاب قدراتهم على التفاعل الاجتماعي السليم من خلال اسلوب المنع و العقاب لكل شئ ،فلا مرونة في التعامل معهم الا في أوقات الراحة التي لا تتعدى 15دقيقة كما ان إدارة المؤسسة تتساهل بإعطاء بطاقات الدخول وعدم معرفة سبب الغياب،و الحجج تكتب من طرف الطلبة بالتحديد و يمضى عليها من طرف أشخاص لا علاقة لهم بها هذا من جهة،و من جهة اخرى فقد تكون المعضلة في الطالب بالتحديد بوجود مرض جسمي او عقلي يعاني منه، يمنعه من تحمل أعباء الدراسة ،كما ان عدم اهتمام الأسرة بنجاح الطالب و إهمال او لادهم بعدم حثهم على الدراسة زاد من تضخم هذه المشكلة . فقد أصبح العلم اليوم كلعبة سهلة بين ايدي الطلبة،يتراجع مستواه يوما بعد يوم ،من خلال ما يحدث من إهمال و عدم اهتمام به.فكيف ستنهض الأمة بعلمائها؟ وهل سيكون لها فخر و اعتزاز بان لها علماء ؟