هل شعرت يوما ما بالدوار أو الدوخة بعد تناول وجبة من الطعام؟ إن كان الأمر كذلك فقد تكون مصابا بحالة تسمى "انخفاض ضغط الدم بعد الطعام" التي تؤثر في واحد من كل ثلاثة من الرجال والنساء الأكبر سنا. الهضم عملية معقدة تتطلب تنسيقا دقيقا بين أجهزة الجسم: الجهاز الهضمي، والعصبي، ومنظومة الدورة الدموية، وتتمثل المهمة المبكرة للجسم بعد الأكل في تحويل كميات أكبر من الدم نحو المعدة والأمعاء الدقيقة. وبهدف التعويض عن هذا التحويل يصبح معدل ضربات القلب أسرع وأقوى، في الوقت الذي تأخذ فيه الأوعية الدموية البعيدة عن الجهاز الهضمي بالانقباض، وهاتان العمليتان هما اللتان تحافظان على ضغط الدم وعلى تدفق الدم إلى الدماغ والرجلين، وإلى كل منطقة بينهما. ولا تستجيب الأوعية الدموية والقلب لدى بعض الأشخاص لمثل هذه المهمات، وهذا ما يتسبب في انخفاض ضغط الدم في كل منطقة من الجسم عدا الجهاز الهضمي، ويظهر هذا الانخفاض المفاجئ بوضوح في شكل دوخة ودوار. ويتسبب انخفاض ضغط الدم بعد الطعام في سقوط بعض الأشخاص على الأرض، وقد يتعرض آخرون إلى الإغماء. وقد يحفز على ظهور آلام في الصدر، أي الذبحة الصدرية، أو يتسبب في ظهور التقيؤ. كما أفادت بعض التقارير بأنه قد حفز على حدوث سكتات دماغية عابرة. ولدى أغلب الناس فإن انخفاض ضغط الدم بعد الطعام ينشأ عن التغيرات الحاصلة بفعل تقدم العمر التي تتداخل مع قدرة الجسم على الاستجابة بسرعة للتغيرات المفاجئة في ضغط الدم. وأكثر العوامل الخطرة لهذه الحالة، ضغط الدم المرتفع وهو الذي يصلب الشرايين ويجعلها أصلب، ولذا يصعب عليها الانقباض أو الاسترخاء عند الحاجة. لا توجد وقاية تامة من حالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام، إلا أن إجراء تغييرات عديدة على نمط الحياة قد يؤدي إلى ظهور فروق جوهرية: الماء قبل الأكل، فتناول قدح إلى قدحين أو أكثر، من الماء قبل 15 دقيقة من تناول وجبة الطعام يمكنه أن يخفف من انخفاض ضغط الدم. وجبات صغيرة إن الوجبات الكبيرة تحفز، غالبا، على ظهور حالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام، حاول الانتقال من تناول ثلاث وجبات إلى تناول ست أو سبع وجبات طعام صغيرة يوميا. قلل من الكربوهيدرات سريعة الهضم. استرخ: يهبط ضغط الدم عادة بعد مرور من 30 إلى 60 دقيقة من الانتهاء من وجبة الطعام