تعدّ بلدية الشرافة (شمال غرب الجزائر العاصمة) من أغنى البلديات على مستوى ولاية الجزائر، إلاّ أن ثروتها لم تمكّنها من حلّ مشكل السكن الذي يعاني منه عدد من سكانها ولا من امتصاص البطالة في أوساط شبابها بسبب انعدام الأوعية العقارية. المداخيل الوفيرة التي تجنيها البلدية بفضل طابعها الصناعي والتجاري جعلتها من بين أغنى البلديات في العاصمة بعد أن كانت منذ التواجد الاستعماري أغناها أيضا، لكن بفضل الطابع الفلاحي الذي ما فتئ يتلاشى بعد أن زحف الإسمنت على أراضيها الخصبة، خصوصا في نهاية التسعينيات. ظلّت بلدية الشرافة إلى غاية الثمانينيات من القرن الماضي محافظة على طابعها الفلاحي، حيث كان أغلبية سكّانها في العهد الاستعماري يعيشون من مردود الزراعة، وحسب إحصاء قامت به السلطات الاستعمارية في 1856 كان عدد سكّان المنطقة يقدّر ب 5440 نسمة. وبالإضافة إلى سكّانها الأصليين الذين كانوا يسمّون (الفحص) قام الاستعمار باستقدام أعداد كبيرة من المعمّرين من عدّة مدن فرنسية في سنة 1842 ليعشوا من خيرات الأرض ويشيّدوا مدينة ما تزال معالمها قائمة إلى اليوم. اليوم تعدّ بلدية الشرافة حولي 80 ألف ساكن موزّعين أغلبهم في سكنات فردية (فيلاّت)، حيث يقلّ عدد العمارات على ترابها نتيجة حسب نائب رئيس البلدية المكلّف بالمالية والاستثمارات السيّد صالح محامد (سوء تسيير ملف السكن في الماضي)، مضيفا أنه (كان من الممكن أن يكون مشكل السكن أقلّ حِدّة لو تمّ إنجاز أحياء سكنية مكونة من عمارات). ولدى المصلحة المكلّفة بملف السكن حوالي 20 ألف طلب، وهو عدد هائل بالمقارنة مع عدد الوحدات التي توزّعها الولاية سنويا، والتي لا تتعدّى 50 وحدة في السنة. ويقترح ذات المسؤول على الولاية (مساعدة بلدية الشرافة في الحصول على قطع أرضية في مناطق أخرى لتنجز سكنات من ميزانيتها الخاصّة). ورغم ذلك في حوزة البلدية (مشروع لإنجاز أكثر من 400 وحدة سكنية خلال العام الجاري)، كما أضاف نفس المسؤول. نشاط اقتصادي كثيف لكن مشكل البطالة يبقى قائما ويعيب السيّد محامد على المؤسسات التي لديها مقرّات اجتماعية بالشرافة عدم توظيفها لأبناء البلدية، مشدّدا في هذا الصدد على ضرورة أن يتقيّد المستثمرون بشرط تشغيل شباب المنطقة لمساعدة البلدية في القضاء على هذا المشكل، مؤكّدا أن البلدية تشغّل سنويا حوالي 800 شابّ من مجموع ألف طلب. ومن أهمّ الحلول التي لجأت إليها بلدية الشرافة لامتصاص البطالة إنجاز أسواق جوارية، حيث قامت بإنجاز سوق جواري في حي بوشاوي يضمّ 60 محلاّ، كما أطلقت مشروعا مماثلا بنفس الحي، بالإضافة إلى تسجيلها لمشروعين آخرين يتضمّنان إنجاز سوقين خلال السنة الجارية. و في نفس الإطار، أكّد نفس المتحدّث أن بلدية الشرافة قامت بتوزيع 100 محلّ في إطار برنامج رئيس الجمهورية استفاد منها شباب حرفيون ويعملون حاليا في منطقة النشاط بحي عمارة. وعرّج السيّد محامد على أهمّ المشاريع التي أنجزتها البلدية مؤخّرا، منها المركّب الرياضي الذي استلم في سنة 2013، بالإضافة إلى مشاريع أخرى ما تزال في طور الإنجاز تتمثّل في قاعة متعدّدة الرياضات وملاعب في عدّة أحياء. كما قامت السلطات البلدية بتجسيد مشاريع موجّهة للشباب، منها مكتبات جديدة ودور للثقافة في عدد من الأحياء. وبما أن شوارع البلدية مكتظّة بالمحلاّت، خصوصا من الناحية المتاخمة لبلدية دالي ابراهيم وكذا في منطقة النشاط بحي عمارة أصبح الإقبال عليها كبيرا من قِبل الزبائن الذين يأتون من كلّ حدب وصوب، وهو ما يتسبّب يوميا في اختناق حركة السير إلى غاية ساعات متأخّرة من اليوم. ومن أجل تخفيف الضغط على الشوارع الكبيرة يضيف نفس المسؤول ستعرف السنة الحالية انطلاق مشاريع لإنجاز حظائر للسيّارات، كما سيتمّ الشروع في تزفيت الطرقات على مستوى حي قاوش والمنطقة الصناعية وسيتمّ أيضا فتح طريق جديدة من حي عمارة إلى أولاد فايت، بالإضافة إلى إنجاز طريق بربط بين حي دار ضياف ودالي ابراهيم.