شهدت العديد من مناطق الجزائر احتفالات مميزة على شرف (المرأة)، فلم تغب التكريمات لنساء حققن النجاح وأثبتن قدرتهن ومواهبهن في العديد من المجالات، كما أقيمت حفلات ونشاطات ثقافية مفتوحة، منذ نهاية الأسبوع ولا تزال مستمرة، وكانت (أخبار اليوم) قد وقفت على بعض هذه المشاهد، فكانت لها الفرصة للقاء نساء مناضلات، موهوبات هدفهن الوحيد في الحياة هو إعلاء راية الوطن.. فنانة الريشة كريمة سبّاح ل"أخبار اليوم": "هنيئا لكل الأمهات وجميع النساء الجزائريات" عصامية التكوين وتعشق الرسم حتى النخاع استلهمت حرفتها من رهافة حسها فأبدعت ألواحا زيتية تبهر العين وتسحر النفوس، كريمة سباح هي فنانة ورسامة عصامية التكوين لم تدخل معهدا للفنون الجميلة ولا مدرسة لتعليم الرسم لكنها استطاعت أن تنجز ألواحا رائعة وزاهية الألوان من إبداعاتها الخاصة اكتسبتها من موهبة ربانية حباها الله تعالى بها فسحرت العيون بتلك الرسومات والإبداعات الجميلة كانت لنا الفرصة لإجراء هذا الحوار معها. حاورتها: نسيمة خباجة - سيدتي كيف كانت بدايتك مع هذه اللوحات الرائعة؟ - فن الرسم هو فن عشقته منذ الصغر ولم أخضع لأي تكوين فهو موهبة ربانية حباني الله بها، وأتذكر أنني ومنذ مرحلة الابتدائي كنت أميل كثيرا إلى الرسومات لاسيما في مادة العلوم الطبيعية وكنت أتقن الرسم وبدأت أكتشف موهبتي مع تعاقب الأيام إلى أن وصلت إلى رسم مختلف الألواح. - إلى ماذا تميل السيدة سباح في لوحاتها؟ - أعشق الطبيعة كثيرا وأميل إلى اللوحات التي تحمل مناظر طبيعية متنوعة كالبحر، الغابات، السماء، الوديان وغيرها من المناظر الطبيعية الخلابة الأخرى وأنا أستهلم لوحاتي مما يدور من حولي، كما أنها تحمل تعبيرا لحالات نفسية عشتها، عمتها مشاعر الفرحة أحيانا و لحظات الحزن أحيانا أخرى فهذه هي سنّة الحياة. - بمن تأثرت السيدة سباح؟ - تأثرت بمشاهير في فن الرسم من أمثال الرسام الشهير الهولندي (van gogh) الذي رسمت له لوحة تظهر ملامحه خاصة وأنه رسام شهير ترك مآثره في ميدان الرسم والفن التشكيلي. - هل نفهم من هنا أنك ترسمين بورتريهات؟ -لا أنا لا أرسم بورتريهات للأشخاص وإنما عمدت على تقنيات خاصة لأجل نسخ صورة الفنان الشهيرvan gogh كما تظهره اللوحة المعروضة بالنظر إلى إعجابي الشديد بإنجازاته في ميدان الفن التشكيلي، ففن رسم بورتريهات يعتمد على مقاييس وشروط لابد من عدم إهمالها، وأنا أكتفي بالإبداعات الطبيعية والبحار ورسم أنواع الحيوانات كالخيول والجمال وغيرها. - على ما تعتمد السيدة سباح في ألواحها الرائعة؟ - أعتمد على الريشة كأساس لرسم هذه اللوحات وأزين اللوحات بألوان باهية تدخل فيها العديد من الدهون الملونة الخاصة بالرسم، كما وجب مراعاة فترات اليوم فالألوان في الفترة الليلية لا تظهر كما في الفترة الصباحية، لذلك أختار دوما إبداع لوحاتي في الصباح الباكر لتظهر الألوان على حقيقتها وعلى نور الصباح. - هل تعرضين اللوحات للبيع في المعارض؟ "اغرورقت عيناها بالدموع"... - لا، لا أعرض اللوحات التي أبدعها للبيع فكل لوحة تحمل قصة معينة عزيزة على قلبي لذلك لا أستطيع الاستغناء عنها وأنا لا أمارس الرسم بغرض الاتجار والربح بل هي هواية أحبذها كثيرا وأعتز بها، وفي مرات أهدي بعض الألواح لأحبابي وأصدقائي، ومادام أن لي مدخولا أسترزق منه بعد تقاعدي من مهنة ترميم الأسنان التي مارستها بمستشفى مايو لا أحتاج إلى بيع لوحاتي، لكن في نفس الوقت أشجع بعض الفنانات التشكيليات اللواتي جعلن من اللوحات كمصدر لعيشهن مادام أنها مهنة شريفة يعرقن لأجلها، أما أنا فحاليا لا يهمني إلا التعريف بإبداعاتي من خلال المعارض. - متى خرجت موهبتك إلى النور؟ - لم تمر فترة طويلة على خروجها إلى العلن بعد أن كانت دفينة جدران البيت، وكانت ذكرى يوم الشهيد لهذه السنة التي مرت علينا في 18 فيفري بشرى خير، إذ تم استدعائي على مستوى بلدية بئر توتة التي أشكر كثيرا بالمناسبة رئيس البلدية السيد خالد كتيلة الذي منح لي فرصة عرض لوحاتي على مستوى المعرض المقام بالمركز الثقافي ببئر توتة، وأطمح لفرص أكثر من أجل إبراز مواهبي وتطوير طموحاتي. - كلمة أخيرة من فنانة الريشة إلى المرأة الجزائرية بمناسبة عيدها؟ سلامي إلى كل امرأة جزائرية وإلى كل نساء العالم فرهافة حس الفنان تجعله يحب الكل ويتعاطف مع الكل كما أهنئ كل الأمهات وكل النسوة الجزائريات المناضلات في سبيل إعلاء كلمة الوطن بدون استثناء فكل واحدة في مجالها الخاص تلعب دورا هاما في بناء المجتمع. بحضور شخصيات معروفة بلدية بئر توتة تكرّم المتقاعدات والعاملات عاد الثامن من مارس مرة أخرى ليذكرنا بالدور الكبير الذي تؤديه المرأة في المجتمع، فأينما كان موقعها، أما، أختا، أو زوجة وبنتا، فهي مثال للعطاء بدون مقابل، واستطاعت بالنعم التي وهبت لها من الخالق، أن تصنع التميز في التوازن بين التسيير الداخلي والخارجي، ففي البيت هي المركز وفي العمل استثمرت في مجالات النجاح بكل تميز، ولأن الجزائر تزخر بالعديد من هذه النماذج العطرة، فإن الوقوف على آثارهن كان واجبا خلال عيدهن.. نظمت بلدية بئر توتة نهاية الأسبوع الفارط حفلا تكريميا على شرف العاملات والمتقاعدات اللواتي شغلن مناصب هامة بالبلدية، وكان الحفل بحضور الوالية المنتدبة للدائرة الإدارية لبئر توتة وكذا رئيس البلدية وأمن الدائرة وممثلات عن المجتمع المدني، إلى جانب العاملات بالبلدية ومتقاعدات في ذات المصالح، وشمل الحفل على معرض للحلويات إلى جانب معرض للأزياء التقليدية وكذا عرض بعض اللوحات التشكيلية وكلها كانت إبداعات للنسوة في مختلف النشاطات من ذات البلدية، التي تعرف تطورا كبيرا على أكثر من صعيد على الرغم من معاناتها في التسعينيات من الجانب الأمني الذي كان يحاصر منطقة المتيحة بحكم أن المنطقة كانت تابعة لولاية البليدة وأدرجت إلى ولاية الجزائر منذ سنوات قليلة. ونشطت الحفل فرقة خاصة في الغناء الشعبي استمتعت النسوة بإيقاعاتها وكلماتها المهذبة، كما تخلل الحفل توزيع شهادات شرفية وهدايا على المتقاعدات والعاملات اللائي ابتهجن للخطوة الحميدة وتذكرهن في عيدهن. رئيس البلدية السيد خالد كتيلة وخلال كلمته قال إن تكريم المرأة هو واجب على الكل سواء العاملة أو الماكثة بالبيت بالنظر إلى الدور الفعال الذي تلعبه المرأة في المجتمع واعتلائها لمختلف المناصب، كما ذكّر بالموعد الانتخابي الهام الذي تنتظره الجزائر في يوم 17 أفريل وهو يوم يعني الكل بدون استثناء نساء ورجالا. من جهتها نوهت السيدة نادية غريسي المكلفة بالشؤون الاجتماعية على مستوى البلدية بدور المرأة الريادي في مختلف المجالات الحياتية، كما أنها الأم والزوجة والأخت وهي نصف المجتمع فهي تستحق كل معاني التقدير والاحترام. أما الكاتبة والروائية السيدة خدوسي زوجة الروائي رابح خدوسي فقالت إن المرأة الجزائرية قدمت الكثير ولازالت تقدم وعلى اعتبار أنها امرأة تنتمي إلى هذا الوطن الحبيب فهي كغيرها من النساء قدمت تضحياتها في سبيل الوطن ما يعكسه نشاطها خلال سنوات الجمر، بحيث أنشأت وزوجها دارا للنشر والترجمة في الوقت الذي كان يغتال الإرهاب كل الآمال ويقتّل بمنطقة المتيجة، واغتنمت الفرصة للكشف عن تحضير كتاب تاريخي معمق حول مسيرة المرأة ونضالها أثناء الثورة وتضحياتها العظيمة والفداء من أجل الحرية، وستعلن عنه بمناسبة افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية وتقدمه كعربون محبة للنساء الجزائريات، رمز التضحية والكرامة في جزائر فاطمة نسومر وجزائر حسيبة بن بوعلي اللواتي بفضلهن حققت المرأة الجزائرية مكتسبات عظيمة في جميع الميادين وصولا إلى المرأة البرلمانية والمرشحة للرئاسيات. وتعالت زغاريد النسوة خلال الحفل أثناء منح الجوائز والهدايا في جو مفعم بالروح الوطنية وجُعل يوم الثامن من مارس كيوم تبين فيه النسوة الجزائريات اعتزازهن وفخرهن بوطنهن العزيز بحيث تزيدهن مختلف الصعاب تمسكا بالوطن الأم الذي لا بديل عنه في الشدة والرخاء. نسيمة خباجة اعتلت مناصب حساسة في سنوات الجمر السيدة "بوشنافة".. مسيرة عمل نضالية منذ الاستقلال على الرغم من تجاوزها العقد السابع بسنة واحدة لكنها لازالت تشع نشاطا وحيوية، هي السيدة بوشنافة فاطمة الزهراء المفعمة بحب الوطن والنضال، هي شعارات ورسائل حملتها في سنوات الجمر لأجل البقاء والاستمرار والذود عن الوطن، مارست مهاما إدارية أنيطت بها على مستوى بلدية بئر توتة منذ عمر الزهور (18 سنة) وواصلت مسارها النضالي باعتلاء عدة مناصب مرموقة على مستوى ذات البلدية وصولا إلى رتبة أمين عام بالبلدية. تشرفنا بلقاء السيدة بوشنافة وكان لنا معها هذا الحديث الشيق. حاورتها : نسيمة خباجة - بادئ ذي بدء من هي السيدة بوشنافة؟ السيدة بوشنافة هي أول امرأة تحدت الصعاب وعملت لوحدها منذ الاستقلال عام 1962 على مستوى بلدية بئر توتة، فأنا بنت المنطقة بحيث بدأت العمل الإداري منذ أن كان سني 18 سنة وكنت المرأة الوحيدة على مستوى البلدية بجانب إخوتي الرجال وعملت معهم لمدة 24 سنة ولم تكن هناك امرأة غيري على مستوى البلدية. - كيف كان شعورك وأنت المرأة الوحيدة؟ لم أكن أجد أي إشكال بل وجدت المساندة من طرف إخواني العمال حيث كنت لهم بمثابة الأم والصديقة والأخت طيلة مشوار عملي وساعدوني كثيرا ولم أشعر ولو في مرة بالنقص بل بالعكس كنا نعمل جميعا ونفيد بعضنا البعض بالخبرات المهنية. - وكيف ترين وضعية المرأة اليوم؟ فعلا انبهرت بالعدد الهائل للنساء اليوم في البلدية في مختلف المصالح، مما يبين مدى التطور الذي حظيت به المرأة وكذلك التشجيع من الأسرة والمجتمع المدني ككل وهناك فرق شاسع بين وضعية المرأة بالأمس ووضعيتها اليوم ومجتمعنا صار أكثر تفتّحا من ذي قبل. - اعتليت منصبا حساسا في فترة حساسة وبمنطقة حساسة كيف تغلبت على الصعاب آنذاك؟ بالفعل اعتليت منصب أمين عام في سنتي 1993 و1994 ببلدية بئر توتة وهي سنوات كانت تمر فيها الجزائر بفترات صعبة، لكن تحكمت في زمام الأمور بإذن الله بعد أن ناداني الواجب الوطني ومرت الفترة بسلام ومارست مهامي بصفة طبيعية رغم الأوضاع الأمنية المتدهورة آنذاك. - ما هي رسالتك إلى أجيال اليوم ؟ رسالتي إليهم تتلخص في القول أن الجزائر هي غالية حافظوا عليها وأنا أتحدث بعد مسار مهني ونضالي طويل دام لأكثر من 37 عاما وقفت فيه على الكثير من التجارب التي خلصت منها في الأخير أن حب الوطن هو واجب على الجميع، ووجب على شباب اليوم محو الأفكار السوداوية من عقولهم والركض وراء الأشياء التي تعود عليهم وعلى وطنهم بالنفع فالوطن هو أمانة الشهداء. - كلمة للمرأة في عيدها؟ أحيّي كل النساء العاملات والمناضلات في سبيل الحفاظ على الوطن وإعلائه، وبالفعل فرحت كثيرا لما رأيت العدد الهائل من النساء اليوم اللواتي يشغلن شتى المناصب وهو ما يعكس تطور المرأة الجزائرية، كما أنتهز الفرصة لتقديم الشكر للسيد خالد كتيلة الذي كان زميلا لي بالأمس وهو اليوم على رأس بلدية بئر توتة والذي اختارني من بين النسوة المكرمات بمناسبة الثامن من مارس.